خوفاً من المواجهة مع روسيا.. ألمانيا تؤجل إرسال سلاح مهم إلى أوكرانيا ؟!
خشية من تحولها لمواجهة مباشرة مع موسكو، اتخذت برلين قراراً بتأجيل إرسال صواريخ “توروس” بعيدة المدى الدقيقة إلى أوكرانيا، إلى وقت لم يتم تحديده.
وقال مسؤولون ألمان في تصريحات لصحيفة “وول ستريت جورنال”، إن الحكومة الائتلافية المكونة من ثلاثة أحزاب في ألمانيا، وافقت على تسليم “توروس” من حيث المبدأ، لكن المستشار أولاف شولتز أوقف هذه الخطوة، بسبب مخاوف من أن يضطر موظفون ألمان إلى السفر إلى أوكرانيا للمساعدة في خدمة وتشغيل السلاح المعقد.
وقال المسؤولون إن شولتز يعتقد أن نقل العسكريين إلى منطقة حرب سيتطلب تصويتاً في البرلمان. كما أنه يشعر بالقلق من أن مثل هذه الخطوة قد تجر ألمانيا إلى عمق الصراع، مما قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع روسيا.
وقال أنطون هوفريتر، أحد كبار المشرعين في حزب الخضر: “يجب على المستشار إنهاء حصاره لتسليم توروس”، مشيراً إلى أن “التردد والأعذار الفنية لا تساهم إلا في تعزيز اعتقاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه لا يزال بإمكانه الفوز، وهذا لا يؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب”.
وقال متحدث باسم شولتز إنه لا توجد خطة للتسليم الوشيك لصواريخ “توروس” لأوكرانيا.
تابعونا عبر فيسبوك
وطلبت أوكرانيا النظام لأول مرة في شهر أيار الماضي، وقالت شخصيات بارزة من حزب شولتز الديمقراطي وشركائه في الائتلاف، حزب الخضر والديمقراطيين الأحرار، إنهم يؤيدون إرسال تلك الصواريخ إلى كييف.
وقد سبقت مناقشة مماثلة قرار ألمانيا بإرسال دبابات ألمانية الصنع إلى أوكرانيا. ولم يوافق شولتز على القيام بذلك إلا بعد موافقة الرئيس بايدن على إرسال دبابات أمريكية. ووفقاً لما أطلق عليه شولتز مبدأ “الخطوة الاستراتيجية”، أصرت ألمانيا منذ ذلك الحين على تسليم أنواع جديدة من الأسلحة فقط إذا فعلت الولايات المتحدة ذلك أيضاً.
ويقول بعض المسؤولين الألمان إنه من الممكن الموافقة على صواريخ “توروس” عندما ترسل الولايات المتحدة أسلحة مماثلة إلى أوكرانيا. وتعهد بايدن الأسبوع الماضي بتزويد أوكرانيا بصواريخ ATACMS المدفعية بعيدة المدى، لكن لم يتم تحديد موعد بعد.
وتقول “وول ستريت جورنال”، إن تحفظات المستشارية بشأن إرسال فنيين للمساعدة في تشغيل الصاروخ، ما هي إلا الأحدث في قائمة طويلة من المخاوف المحيطة بتسليم صواريخ توروس.
ففي البداية، كان مسؤولو المستشارية قلقين بشأن استخدام الصواريخ لضرب الأراضي الروسية. كما أعربوا عن قلقهم من احتمال استخدام الصواريخ لاستهداف جسر كيرتش، مما يتسبب في تصعيد الصراع بشكل أكبر.
وفي محاولة لطمأنة برلين، قال مسؤولون بريطانيون كبار إنهم أطلعوا نظراءهم الألمان بقدر كبير من التفصيل على كيفية عملهم مع أوكرانيا في نشر صواريخ “ستورم شادو” الخاصة بهم، بما في ذلك الكشف عن إجراءات تشغيلية سرية للغاية.
وقال مسؤولون ألمان إنه إذا تمت الموافقة على صاروخ “توروس”، فسيتم تقصير مداه لتقليل مخاطر استخدامه لضرب روسيا، مشيرين إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت برلين ستسمح لكييف بضرب أهداف في شبه جزيرة القرم.
وحتى لو تمت الموافقة على صاروخ “توروس” قريباً، فقد يستغرق الأمر وقتاً أطول بكثير بالنسبة لأوكرانيا لنشر السلاح؛ وذلك لأن أسطول الطائرات الحربية الأوكرانية التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، سيتعين تعديله وتحديثه حتى يتمكن من حمل الصاروخ.
شاهد أيضاً : أمريكا: لهذا نحن ندعم أوكرانيا ضد روسيا ؟!