من سيكون “مهندس” التطبيع السعودي الإسرائيلي ؟!
ساهمت الزيارة الأولى لوزير في حكومة الاحتــ.لال الإسرائيلي إلى السعودية بزيادة نسبة التفاؤل بأن اتفاق التطبيع بين البلدين أصبح أقرب من أي وقت مضى.
وبحسب موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، فإن “الحقيقة هي أن الصفقة السعودية الإسرائيلية ستتم، إنما المسألة تتعلق بالتوقيت وليس باحتمال حدوثها. ويبقى السؤال، من سيكون مهندس هذه الصفقة؟ فالأطراف الثلاثة لا تجمعهم صداقة متينة كما وأنهم لا يقدمون الخدمات لبعضهم البعض مجاناً، إنما في الواقع لديهم اهتمامات محددة للغاية. وبحسب إحدى المدارس الفكرية، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن يريد أن يكون راعياً لهذا الاتفاق، ويعتبره نجاحاً حيوياً في السياسة الخارجية قبل موعد انتخابات عام 2024، خاصة وأنه لا يملك الكثير ليقدمه لناخبيه المتشككين، كما وأنه يحاول بشتى الوسائل إبعاد المملكة العربية السعودية عن الصين”.
وتابع الموقع، “ترى مدرسة فكرية أخرى أن بايدن ليس يائساً على هذا الحد كما يتصور البعض. فهل يهتم الناخبون الأمريكيون حقاً بهذا الموضوع؟ أضف إلى ذلك أن الكثيرين منهم يشعرون بالقلق بشأن احتمال تخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية، من بينهم بايدن. يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من خلال نجاح هذه الصفقة، أن يضيف هذا الإنجاز إلى إرثه التاريخي. فحينها سيكون الزعيم الإسرائيلي الذي أبرم صفقة مع واحدة من أغنى القوى في العالم العربي، مما يسمح باتساع رقعة التطبيع مع “إسرائيل” ليس فقط في الشرق الأوسط وإنما في مناطق أخرى من العالم”.
وأضاف الموقع، “أما بالنسبة لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، فهو يسعى إلى الحصول على الأسلحة الأمريكية المتقدمة، واتفاقية دفاع وبرنامج نووي مدني. وعلى عكس بايدن ونتنياهو، فبن سلمان ليس يائساً، إنما هو شخص يتحلى بالصبر، وهي صفة لم يكن يتحلى بها عندما تولى لأول مرة زمام الحكم. فبن سلمان لا يواجه انتخابات مصيرية، أو تحالفاً متطرفاً غير مستقر، أو احتمال الذهاب إلى السجن، كما ولا يبدو أنه سيندفع بشكل أعمى إلى أي صفقة مع إسرائيل”.
تابعون عبر فيسبوك
وبحسب الموقع، “من خلال القيام بنظرة سريعة على نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة، فيمكن لبن سلمان أن يجزم أن خليفة بايدن المحتمل هو الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. إن العلاقة بين ولي العهد وبايدن ليست جيدة، على الرغم من تنازل الأخير واضطراره إلى السفر إلى جدة بهدف التفاوض مع بن سلمان وذلك بسبب الوضع الاقتصادي المتردي وارتفاع أسعار النفط. ربما يسأل محمد بن سلمان نفسه: لماذا عليه أن يمنح أي جوائز لبايدن؟ في الواقع هذا ما دفعه إلى رفع سقف مطالبه واختبار مدى رغبة بايدن في هذه الصفقة. وإذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للموافقة على شروطه، ولا سيما السماح للسعودية بامتلاك برنامج نووي مدني واتفاق دفاعي كامل، فقد يمضي محمد بن سلمان قدما. وفي حال عدم موافقة بايدن، فسوف تتكيف القيادة السعودية وفقًا لذلك وتبقي خياراتها الأمنية الطويلة المدى مفتوحة”.
وتابع الموقع، “ولكن، ماذا عن الفلسطينيين؟ عُرف عن اتفاقيات إبراهيم أنها لم تأتِ على ذكر القضية الفلسطينية، وشكل هذا الأمر صدمة للقيادة الفلسطينية، التي لم تكن تعلم شيئاً عن المحادثات كما ولم تكن علاقتها جيدة بإدارة ترامب حينها. لم تظهر الإمارات العربية المتحدة والبحرين أي نية لإدراج الفلسطينيين، وكان الشرط الوحيد هو أن تتخلى إسرائيل عن خططها للضم الرسمي، وهو ما كان نتنياهو على استعداد تام للقيام به، نظراً لأنه يعتقد أن الضم الفعلي أصبح في متناول اليد وأن الضم الرسمي هو مجرد مسألة وقت”.
وبحسب الموقع، “من الواضح أن القيادة الفلسطينية متوترة بشأن خطط المملكة العربية السعودية، وقد أوضحت الرياض أنها تتوقع تحركاً كبيراً في هذا الملف، رغم أنها لم توضح موقفها. وزار الرئيس الفلسطيني محمود عباس السعودية في نيسان، وأجرى محادثات مع العاهل السعودي وولي العهد. وقامت حماس بالخطوة عينها، حيث أنهت تجميد المحادثات الذي استمر منذ عام 2015، كما عينت المملكة العربية السعودية أول سفير غير مقيم لها إلى فلسطين، وهي خطوة معقولة لزيادة التواصل مع رام الله”.
وتابع الموقع، “تشكل القضية الفلسطينية خطراً على القيادة السعودية. ويشكل مستقبل القدس، وخاصة المسجد الأقصى، قضية حساسة بالنسبة لبلد يفتخر بكونه موطن مكة والمدينة. إن الالتزام الإسرائيلي الكامل بشأن مستقبل الأقصى يجب أن يكون حجر الزاوية في أي اتفاق. ويأمل العديد من الفلسطينيين أن تلتزم المملكة العربية السعودية بخطوط مبادرة السلام العربية، التي تتطلب الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة في مقابل السلام الكامل”.
وأضاف الموقع، “يجب على جميع رجال الدولة أن يتذكروا أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع. إن “إسرائيل” والمملكة العربية السعودية ليستا في حالة حرب، وفي الواقع لديهما علاقات معقولة في الكواليس، كما وللبلدين مصالح مشتركة معينة، لكن السلام الحقيقي المستدام الذي يمكن أن يشهد تحولاً حقيقياً وهادفاً في المنطقة يتطلب وضع حد للقمع المنهجي للشعب الفلسطيني، وإزالة نظام الفصل العنــ.صري الذي يعاني منه كل يوم”.
شاهد أيضاً: “العرب بين احتلالين”.. من الاستعمار إلى الثورات الملونة !