آخر الاخباربالشمع الأحمررئيسيمحليات

“قطاف الزيتون”.. أعمال شاقة مقابل أجور لا تسد الرمق !

خاص – نور ملحم

مع بزوغ الشمس تجهز “أم سائر” زوادتها المكونة من الخبز والبيض والقليل من الخيار والبندورة هي وابنتيها اليافعتين، من أجل التوجه إلى سيارة الشحن لنقلهم إلى حقول الزيتون في ريف حماة الشرقي، حيث بدأت الأم بالعمل في قطاف الزيتون ضمن ورشة نسائية، وذلك منذ أيام قليلة.

يبدأ موسم قطاف الزيتون في الشهر العاشر من كل عام، بعد أول مطر يهطل، ويستمر حوالي شهرين، تعد هذه الفترة الموسمية فرصة عمل، لعدد كثير من النساء اللواتي يلتحقن بورش القطاف، التي تؤمن لهن دخلا بسيطا يعينهن على قضاء حوائجهن المنزلية.

تقول السيدة الخمسينية لـ “كيو بزنس”: «تعد هذه الأيام موسم للعمل رغم انخفاض الأجور بشكل كبير ولكن نجمع مل نحصل عليه أنا وبناتي لشراء لوزام المنزل لفصل الشتاء، كالحطب لتدفئة والطبخ والمونة والمنظفات وبعض الملابس».

تخبرنا أنها تعمل مع بناتها أكثر من 6 ساعات يومياً في قطاف الزيتون، من الصباح الباكر إلى الساعة 12 ظهراً مقابل 40 ألف ليرة سورية وأحياناً لا يكون الأجر على نهار العمل، إنما حسب كمية الزيتون التي يقطفها العاملات.

“أم سائر” ليست الوحيدة التي تعمل في قطاف الزيتون فهناك 60% من نساء الريف يعملون بهذا الموسم ضمن الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تسيطر على الجميع.

«الظروف الصعبة»

تقول أم بدر وهي أم لأربعة أطفال لـ “كيو بزنس”: «دفعتنا ظروف المعيشية الصعبة إلى العمل الشاق، مقابل أجر زهيد يحصلن عليه آخر النهار»، مبينة أن «الحساب يختلف من ورشة لأخرى، فالبعض يحاسب على أساس القطاف الشوال وهوكيس كبير من الخيش يسع ما بين 50- 75 كيلو مقابل آجر 25 ألف ليرة سورية والبعض يحاسب على أساس الساعة وبمبلغ لا يتعدى 5 ألاف ليرة سورية للساعة الواحدة».

تكمل الأربعينية حديثها، «نجتمع مع باقي النسوة في الصباح الباكر ونقتسم العمل فالتيات الصغيرات يقومون بتسلق على الأشجار للوصول إلى حبات الزيتون البعيدة، أما النساء متوسطة العمر تكون مهمتها التقاط حبات الزيتون من الأغصان الخارجية للشجرة، فيما يتولى النسوة الأكبر سناً مهمة فرز الزيتون وتنقيته من الورق، بعدما أصبحهن غير قادرات على صعود السلالم والقطاف كما في السابق».

تابعنا عبر فيسبوك

«بالأرقام المساحات المزروعة»

وحول المساحات المزروعة بالزيتون أشار رئيس مصلحة الزراعة في السلمية بريف حماة المهندس نايف لـ “كيو بزنس” إلى أن «المساحات المزروعة بالزيتون السقي 14739 هكتاراً، والزيتون البعل
189027 هكتاراً، وبلغ عدد الأشجار المثمرة بالنسبة للزيتون السقي 207993 شجرة، ويقدّر انتاج أشجار الزيتون السقي 3672 طناً، والبعل 26286 طناً كتقديراتٍ أوليّة».

وأوضح رئيس المصلحة أن «المنطقة تشتهر بزراعة أصناف معينة من أشجار الزيتون كالنوع القيسي والذي يتراوح سعر الكيلو منه بين 2500 – 3000 ليرة سورية، والنوع الصوراني، النبالي، جِلط، الخضيري.

وتتراوح أسعار صفيحة زيت الزيتون سعة 16 كيلو غرام، يتراوح ما بين مليون و مليون 300 ألف ليرة، فيما يتراوح سعر كيلو زيتون المائدة ما بين 5- 10 ألاف ليرة، وذلك حسب النوع، أما أجور القطاف اليدوي فتبلغ أجرة قطاف الكيلو الواحد من ثمار الزيتون ما بين1800- 2500 ليرة سورية، فيما تتراوح أجرة العامل ما بين 5 و7 آلاف ليرة ليوم العمل الواحد، الذي يمتد ما بين 8 و10 ساعات.

تنتهي رحلة القطاف اليومية قبل اشتداد حرارة الشمس، وذلك بعد أن تحصي النساء العاملات الكمية التي قطفناها، ويحسبن تقديرياً نصيب كل واحدة منهن، ثم يصعدن إلى صندوق الشاحنة، بوجوه شاحبة وثياب مغبرة، قد بدا عليهن الإرهاق والتعب يصلن إلى منازلهن بعد يوم شاق، في انتظار يوم عملٍ جديد.

شاهد أيضاً: «حتى الحطب!».. الدفء حكراً على الأثرياء !

زر الذهاب إلى الأعلى