آخر الاخباررئيسيسياسة

“المعمداني والكندي”.. اختلفت الأماكن وتشابه المنفذون !

أواخر عام 2013.. شاهد العالم أجمع مقطع فيديو لشاحنة محملة بأطنان من المتفجرات، يقودها انتــ.حاري، متجهة نحو مستشفى الكندي في حلب، والمصور يصرخ ويقول بالحرف: «الأخ الاستشهادي الآن في طريقه إلى مشفى الكندي».

الشاحنة عندما وصلت إلى باحة المشفى انفجرت، ودمرت أكبر مستشفى بـ”الشرق الأوسط” لمعالجة أمراض السرطان، منفذ عملية التفجير واقتحام المستشفى في ذلك الوقت كانت “جبهة النصرة” وفصائل متطرفة تانية متحالفة معها.

البعض قد يستغرب بدء الحديث والتذكير بحادثة تفجير مستشفى الكندي في حلب، على اعتبار أن هذا الصرح الطبي استقبل ملايين المرضى وقدم العلاج بشكل مجاني خلال الـ 50 سنة الماضية.

الجواب بكل بساطة هو نتيجة استهداف جيش الاحتــ.لال الإسرائيلي للمستشفى “الأهلي المعمداني” في غزة بقصف صاروخي أودى بحياة أكتر من 500 شخص وأوقع مئات الجرحى.

وللدقة أكثر بسبب أوجه التشابه بين الحادثتين من حيث المتسبب والعذر الأقبح من ذنب!.

تابعونا عبر فيسبوك

منفذ عملية تفجير مستشفى الكندي جماعة مسلحة، تحمل فكر إرهابي متطرف، وعناصرها جَلَب من كل أصقاع الأرض.. هي الجماعة استطاعت اليوم أن تنشئ ما يشبه “دويلة بإدلب”، بدعم وحماية من أطراف خارجية تدّعي محاربة التطرف بالعالم!.

أيضاً منفذين الهجوم الصاروخي على المستشفى الأهلي المعمداني في غزة، مجموعة من الجند الجَلَب المتطرفين، تم إحضارهم قبل نحو 80 سنة من كل أصقاع الأرض ليستوطنوا أرض فلسطين، واستطاعوا تأسيس كيان على أساس ديني داخل الأراضي المحتلة، بدعم وحماية من ذات الأطراف الخارجية التي تدّعي محاربة التطرف بالعالم!.

أما وجه التشابه التاني بين الحادثتين، فهو التبرير ذاته الذي صدر من “جبهة النصرة” قبل 10 سنوات، ومن “إسرائيل” اليوم على استهداف المستشفيات.

قبل 10 أعوام، قالت الجماعة الجهادية بسوريا وداعميهم أن سبب تفجير مستشفى الكندي هو تحوله إلى “ثكنة عسكرية” للجيش السوري، بينما قالت “إسرائيل” أنه سبب قصف مستشفى المعمداني هو استخدامه لـ”أغراض عسكرية” من قبل فصائل غزة!.

طبعاً ما حصل في مشفى الكندي أنه تعرض لسيطرة مؤقتة من قبل الجماعات المتطرفة قبل تفجيره بعام، وتمت سرقة محتوياته التي تقدر قيمتها بمليارات الليرات، ولكن الجيش السوري استطاع استعادة السيطرة عليه، ووضع “حامية عسكرية” داخل المستشفى لحمايته من أيّ هجوم آخر، وعندما لم تستطع جبهة النصرة الإستيلاء عليه مرة تانية لجأت لإرسال المفخخات حتى دمرته بالكامل.

عندما فجّرت الفصائل المتطرفة مستشفى الكندي، ومن ضمنهم مقاتلين سوريين، كتب طبيب جراح عمل سابقاً بالمشفى كلام مؤثر، فحواه: «الذين هاجموا ودمروا ونهبوا المشفى كانوا مرضى يوماً ما، دخلوه مجروحين ومكسورين وخرجوا منه أصحاء البدن، لكن عقولهم وضمائرهم عليلة»!.

شاهد أيضاً: لعنة العقد الثامن تطارد “إسرائيل”.. “من الشمال سينفتح الشر” !

زر الذهاب إلى الأعلى