“التسعيرة الحالية لم تعد تجدي نفعاً”.. لماذا ترتفع أسعار الدواء في سوريا ؟!
عجز “محسن” عن دفع ثمن الدواء الذي احتاجه طفله أثناء مرضه منذ أيام، حيث ارتفعت أسعار الأدوية إلى مبالغ كبيرة بات يعجز عنها غالبية المواطنين في دمشق.
يقول الخمسيني، وهو موظف حكومي من ريف دمشق لـ”كيو بزنس” إن “أسعار الأدوية في هذه الفترة “مرتفعة جداً”، لذا لا قدرة لها على شراء العلاج وفي المشفى التابع للدولة لا يتم تقديم الأدوية بالمجان كما كان في السابق بل يكتفي الطبيب بكتابة الوصفة الدوائية لكي يتم تأمينها من الصيدلية”.
ويشتكي السوريين من ارتفاع أسعار الأدوية في الصيدليات، بالإضافة لعدم توفرها في المراكز الصحية العامة، ما يجبرهم على شرائها بثمن باهض، ويستنزف غلاء الأدوية جيوب السوريين في ظل أوضاع اقتصادية وإنسانية صعبة.
بعد أن أسعف طفله تفاجأ “المحسن” بسعر الدواء الذي وصل إلى 80 ألف ليرة، رغم عدم كثرة الأصناف التي احتاجها.
يشكل دفع مبلغ كهذا معاناة بالنسبة للعائلة مقابل ما يتقاضها، في ظل محدودية دخلها، حيث لا تتجاوز رواتب الموظفين في قطاع الحكومي 250 ألف ليرة سورية، في حين لا تتجاوز أجور عمّال المياومة الـ 150 ألف ليرة في حال توفر العمل.
تابعنا عبر فيسبوك
رفع أسعار الأدوية..
وكانت قد أعلنت وزارة الصحة السورية، رفع أسعار آلاف الأصناف الدوائية المحلية بنسب تجاوز بعضها الـ 50%.
وقالت وزارة الصحة في منشورٍ لها عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، “تُرفع أسعار الأدوية بنسبة 50% إلى 65% بناءً على صدور نشرة مصرف سورية المركزي.
وبداية العام الجاري، أعلنت وزارة الصحة السورية عن زيادة في أسعار الأدوية المحلية، وشملت آلاف الأصناف الدوائية بنسبة يصل بعضها إلى 80 %.
13 صنفاً دوائياً مقطوع
بدوره، أكد نقيب صيادلة دمشق “حسن ديروان”، في تصريح لـ “كيو بزنس” أن رفع الأسعار قلص الطلب على الأدوية وخفض المبيعات بنسبة 50%، مبيناً أن السبب في رفع الأدوية، وتجنباً لفقدان أي دواء من رفوف الصيدليات، لافتاً إلى وجود انقطاع لحوالي 13 زمرة دوائية جراء توقف المعامل عن تصنيعها بسبب نفاذ المواد الأولية المستوردة.
وأضاف ديروان إن “صناعيي الدواء يطالبون بتعديل أسعار الأدوية بنسبة “30 إلى 40%”، مشيراً إلى وجول دراسة التكلفة الفعلية لبعض الأصناف الدوائية بشكل إفرادي والتي يوجد بها انقطاع ليتم تعديل سعرها لوحدها وليس بالضرورة أن يتم تعديل سعر صنف دوائي في حال كان مادته الأولية متوفرة لدى معمل الدواء لاسيما أن أي رفع لسعر الدواء يؤثر على قدرة المواطن الشرائية وكذلك على مبيعات الصيادلة.
وكشف بأن التسعيرة الدوائية الموجودة على علب الدواء وتعرضها للشطب أكثر من مرة بالقلم الأزرق من قبل الصيدلي، يتم بناءً على تسعيرة الدواء الأخيرة، والتي زادت الدواء أكثر من 50 %، معللاً ذلك بأن معامل الدواء مهمتها تسعيرة الدواء وكتابته مطبوعاً على الكرتونة، ولكن هذا يكبدها خسائر فادحة إن سحبت العلب القديمة وأعيدت طباعتها من جديد.
شاهد أيضاً: سوريا تشهد أعلى نسبة تضخم منذ 2011