«كالينينغراد».. قاعدة روسيا المتقدمة في قلب أوروبا!
مقاطعة روسية، ليس لها أي حدود مشتركة مع دولتها الأم، وبعد أن كانت منسية عادت لتتصدر الواجهة بسبب الحرب الأوكرانية، وبدأت الإشارة إليها كخنجر موسكو في قلب أوروبا، وخطر روسي جديد يهدد دول البلطيق و”الناتو”.. إنها مقاطعة كالينينغراد.
لا ترتبط المقاطعة بأي رابط جغرافي مع روسيا، انعزلت عن الأراضي الروسية عقب انهيار الاتحاد السوفيتي واستقلال دول البلطيق، وتحيط بها كل من ليتوانيا وبولندا، وهذه الأخيرة تعالت الأصوات فيها مؤخراً مطالبة بكالينينغراد الروسية، باعتبارها «أرضاً بولندية».
يعود تاريخ المقاطعة إلى أكثر من 8 قرون، حيث كانت تسمى مملكة “كونيغسبرغ” وتعيش فيها قبائل بروسية، وخلال حرب السبع السنوات عام 1756 سيطرة القوات الروسية على المملكة وأدى سكان بروسيا قسم الولاء للإمبراطورة الروسية إليزافيتا بتروفنا.
بقيت المنطقة جزءاً من الإمبراطورية الروسية حتى وفاة الإمبراطورة، وفي عام 1762 صارت تحت التاج الألماني، ثم أعادت روسيا السيطرة عليها خلال الحرب العالمية الثانية عام 1945، وأصبحت جزءاً من الاتحاد السوفييتي.
تبعد كالينينغراد عن العاصمة الروسية موسكو ما يُقارب 20 ساعة بالقطار السريع، وهي أقرب إلى العاصمة الألمانية برلين والتشيكية براغ منها إلى موسكو.
تابعونا عبر فيسبوك
وتعتبر اليوم قاعدة عسكرية روسية متقدمة وسط أوروبا، والتي على الرغم من ضعفها وعزلتها وسط دول البلطيق التي انضمت إلى حلف “الناتو”، تشكل حجر الزاوية في حزم التهديد العسكري التي تلوح به موسكو في وجه التحالف الغربي.
ومع تصاعد حدة التوتر بين روسيا وأوكرانيا في شباط الماضي، قبل الهجوم الروسي، نشرت موسكو أسلحة فتاكة على أراضي كالينينغراد، ونصبت إلى جانب منظومة الدفاع الجوي “إس 400” الدفاعية، منظومة صواريخ “إسكندر-إم” الباليستية التي تشكل عنصر الهجوم البري والبحري بعيد المدى.
ووفقاً لتقارير غربية فإن سكان المقاطعة، وحتى المعارضين منهم لسياسات بوتين، يدينون بالولاء لروسيا، ويعتبرون أنفسهم روساً لا شأن لأوروبا بهم.
بل إن قادة أحزاب في كالينينغراد يطالبون بوتين بنشر 3 أضعاف الصواريخ الموجودة في المقاطعة، ليرتدع الغرب عن مجرد التفكير في الاقتراب منها.
وتقع المقاطعة على الحدود مع بولندا، التي زادت الولايات المتحدة وجودها العسكري فيها مؤخراً بشكل غير مسبوق، فيما أرسلت روسيا أقوى أساطيلها الحربية إلى بحر البلطيق الذي تطل عليه كالينينغراد.
شاهد أيضاً: الكشف عن القائد العسكري الجديد للهجوم الروسي على أوكرانيا