آخر الاخباررأس مال

اعتراضاً على النهج الاقتصادي المتحرر.. الأرجنتين تثور ضد خافيير ميلي

يواجه رئيس الأرجنتين خافيير ميلي إضراباً عاماً وتظاهرات حاشدة احتجاجاً على نهجه الاقتصادي الشديد التحرّر، في تحرّك قد يمهّد الطريق لمسار احتجاجي أوسع نطاقاً وأطول أمداً.

وتجمّع المتظاهرون بالآلاف عند منتصف النهار في وسط بوينس آيرس، فيما يشكّل واحدة من أكبر عمليات التعبئة منذ سنوات، بمبادرة من الاتحاد العمالي العام (7 ملايين منتسب).

وبعد شهر ونصف الشهر من تولّي ميلي سدّة الرئاسة حاملا معه مروحة واسعة من مشاريع القوانين لإزالة الضوابط الاقتصادية وتخفيض قيمة العملة بنسبة 54% وفرض تدابير تقشّفية من كلّ حدب وصوب، “فار الناس غضبا.. وهي حالة لا يمكن نكرانها”، وفق ما صرّح الأمين العام للاتحاد العمالي العام هكتور دايير الذي يرى أن هذا التبرّم “يتخطّى بنطاقه” الطبقة العاملة.

كانت الأمور تسير بشكل طبيعي في العاصمة صباح الأربعاء، حيث من المقرّر أن يبدأ الإضراب من الظهر حتى منتصف الليل. وستواصل وسائل النقل عملها حتى الساعة 7 مساءً من أجل نقل المتظاهرين، قبل الإغلاق الكامل في منتصف الليل.

مع ذلك، فقد تأثّرت الحركة الجوية، حيث قامت بعض النقابات المضربة بتقديم الفترة الزمنية المخطّط لها. وألغت شركة الخطوط الجوية الأرجنتينية 295 رحلة جوية، بما في ذلك رحلات دولية، “ما أثّر على أكثر من 20 ألف مسافر”، مقابل “تكلفة إجمالية ستتجاوز 2,5 مليون دولار”.

تابعونا عبر فيسبوك

وتشكّل ساحة البرلمان في العاصمة المحطة المحورية في هذا التجمّع بالتزامن مع قيام النواب بالنظر في مجموعة واسعة من الإصلاحات متنوّعة المواضيع مع أكثر من 600 لائحة يشار إليها بـ “قانون أومنيبوس” تجدّ الحكومة لتمريرها في اللجان المختصّة.

وتعتبر الحكومة من جهتها أن المعادلة بسيطة، إذ “ما من بديل” للإصلاحات وسياسات التقشّف لتقويم حسابات بلد تثقل الديون كاهله (عجز في الميزانية يساوي 2,9% من إجمالي الناتج المحلي في 2023، أعلى بنقطة واحدة من الهدف المحدّد) وضمان استقرار اقتصاد يخنقه التضخّم بنسبة 211% في السنة.

وانتقدت الحكومة في الأرجنتين النقابات الثلاثاء، معتبرة أنها تقف “على الجانب الخاطئ من التاريخ” وأنها شنّت “أسرع إضراب في التاريخ” أُعلن عنه بعد بالكاد 18 يوما من تولّي ميلي زمام الرئاسة. وهي رأت في هذا التحرّك “هراء مطلق”، في وقت تتبع فيه الإصلاحات “مسارها الديموقراطي” في البرلمان.

وتخوض الحكومة في البرلمان سباقا ضدّ الزمن لاعتماد “قانون أومنيبوس”، غير أن موازين القوى في داخلها تدفعها إلى المساومة، إذ إن حزب ميلي لا يشكّل سوى ثالث قوّة في الغرفتين.

شاهد أيضاً: 1.8 مليار دولار.. كلفة إعادة إعمار أضرار سيول ليبيا

زر الذهاب إلى الأعلى