إليكم السبب الحقيقي لأزمة الكهرباء في سوريا !
انقطاع الكهرباء والتقنين الخانق في سوريا بات مشكلة قديمة حديثة، إذ يعاني السوريون منها منذ اندلاع الحرب، ففي كل عام كلما اشتد البرد في الشتاء أو الحر في الصيف تزداد ساعات انقطاع الكهرباء، التي وصلت في العديد من المناطق إلى أقل من ساعة وصل مقابل 5 ساعات قطع.
صحيفة قاسيون المحلية نشرت تقريراً مفصّلاً رصدت فيه انخفاض إنتاج سوريا من الكهرباء من نحو 7200 ميغا واط في عام 2010، إلى نحو 2500 ميغا واط في عام 2022، ثم واصل الإنتاج انخفاضه هذه العام، وفقاً لتصريحات وزير الكهرباء السوري، حيث يتراوح الإنتاج بين (2000-2200) ميغا واط ساعي، بينما تصل الحاجة إلى 6000 ميغا واط.
لكن بحسب التصريحات الحكومية، فإن الجميع يعتقد أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية لقطاع الكهرباء هي السبب وراء المشكلة، وكن بحسب البيانات الرسمية هذا الافتراض غير دقيق، لا سيما أن وزير الكهرباء “غسان الزامل” أعلن في وقت سابق أن هناك إمكانية لدى محطات الطاقة لتوليد ما بين 5000 و5500 ميغا واط ساعي، وهي كافية لتحسين الواقع الكهربائي بشكل كبير لكن المشكلة تكمن في توفير حوامل الطاقة.
ووفقاً للأرقام الواردة في النشرة الإحصائية لعام 2011 من الاتحاد العربي للكهرباء، كانت سوريا بحاجة إلى نحو 8.6 غيغا واط من الكهرباء، ولكن بعد تأثر البلاد بموجات الهجرة الكبيرة التي أثرت على ملايين الأشخاص، إضافة إلى لجوء الكثير خارج البلاد، والتدهور الكبير في قطاعي الصناعة والزراعة، في حين يوجد الكثير من المناطق في سوريا لا تتم تغذيتها كهربائياً من المركز، فهل يظل رقم 6 غيغا واط منطقياً؟!.
تابعونا عبر فيسبوك
عندما يثار الجدل حول سبب عدم استغلال محطات توليد الطاقة في سوريا لأقصى طاقتها، تأتي الإجابات الرسمية لتشير إلى نقص في مواد الطاقة الأساسية اللازمة للتشغيل، ويتم التشديد بشكل ملحوظ على العجز في توريدات الغاز الطبيعي.
وبحسب ما أفادته الوزارة في نهاية عام 2023، تصل واردات الفيول في معدلها الوسطي لنحو 5 آلاف طن يومياً، وهو ما يلبي حاجة معظم مجموعات التوليد العاملة على مادة الفيول والتي تصل لحدود ألف ميغا (تتوزع مجموعات التوليد بين أربع محطات توليد هي: الزارة، التي تشمل ثلاث مجموعات توليد تعمل على الفيول باستطاعة نحو 500 ميغا، ومحطة حلب (مجموعة واحدة)، باستطاعة 200 ميغا واط، ومحطة توليد تشرين وفيها مجموعتان واحدة باستطاعة 125 ميغا واط، والأخرى لاستطاعة 75 ميغا واط، في حين تنتج محطة توليد بانياس نحو 70 ميغا واط بحال توافر الفيول.
في المقابل، شددت الكهرباء السورية على أن الغاز هو العنصر الرئيسي الذي تعتمد عليه غالبية محطات توليد الكهرباء، وتؤكد أن الكمية التي تصل على الوزارة من الغاز تلعب دوراً حاسماً في تحديد مقدار الطاقة المولدة.
تقرير مؤسسة توليد الكهرباء لعام 2020، بيّن أن أغلب العنفات في محطات التوليد هي عنفات بخارية ومركبة، ويمكن تشغيلها باستخدام الفيول، مع العلم أن توليد الطاقة عن طريق الفيول يشكل نحو 62%، بينما كان الإنتاج المعتمد على الغاز الطبيعي لا يزيد عن 32%، والنسبة المتبقية لا تتعدى 5.5% تعتمد على الطاقة المائية.
أمّا بالنسبة لوزير الكهرباء الذي قال في حديث صحفي، إن ثلثي دعم الدولة يذهب لدعم قطاع الكهرباء، وهذا على مستوى 2000-2200 ميغا واط، وعندما أقول إن هناك 2000 ميغا جديدة يجب أن تضخ في المنظومة الكهربائية حتى يتحسن الواقع الكهربائي، فهذا سيعني أن هناك زيادة في عجز الموازنة وزيادة في مصادر التمويل اللازمة لهذا العقد”.
وعليه، فإن الدولة تعمل وفق منطق “إذ قمت بتأمين كميات إضافية من حوامل الطاقة لتشغيل المحطات بطاقتها القصوى، فأني سأضطر لإنفاق المزيد من الأموال على دعم الكهرباء نتيجة زيادة كميات الكهرباء التي سيستهلكها السوريين، وهذا يعني زيادة في عجز الموازنة.
شاهد أيضاً: مبيعات اللحوم تتراجع في دمشق.. انخفاض الأسعار غير متوقع