ضرر اغتيال زاهدي أكثر من نفعه لدى تل أبيب !
أدت حالة الترقب التي يعيشها الاحتلال الإسرائيلي تحسباً للرد الإيراني على اغتيال قائد “فيلق القدس” في سوريا ولبنان، محمد رضا زاهدي، في قناعة لدى صحيفة “معاريف” بأن أضرار الاغتيال تتخطى الفائدة التي حققتها تل أبيب.
وعلَّلت ذلك بأن الإسرائيليين الذين يعيشون حاليًا في حالة من “عدم اليقين” بشأن طبيعة الرد الإيراني، لا يمكنهم العمل أو العيش في ظل حالة الترقب تلك.
وفاقم تصريح رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان”، اللواء أهارون حاليفا، من حالة عدم اليقين التي يعيشها الإسرائيليون، بعد أن قال أخيراً أنه “غير متأكد من أن الأسوأ أصبح من خلفنا”، وذكر أيضاً: “نحن على مشارف أيام في غاية التعقيد”.
وانتقدت الصحيفة التصريح الذي أطلقته حاليفاً، بينما لا تكف إيران عن التهديد بالانتقام، ورأت أن التفسير الوحيد لتصريحه هو “أنه أراد أن يبدو وكأنه حذَّر من القادم، دون أن يدري أن من يضعونه حالياً تحت العدسة المكبرة يدركون أنه اختار مصلحته الشخصية على مصلحة المواطنين”.
وأضافت أن ما قاله حاليفا “ينم عن فقدانه للشعور بالمسؤولية، بعد أن أدخل الإسرائيليين في حالة من الذعر، وخدم (الأعداء) وضرب معنويات الشارع”.
وقدَّرت أن هدفه كان التنصل من المسؤولية عمَّا هو قادم، حيث أطلق تحذيره الذي تسبب في ذعر الإسرائيليين “دون أن يضع بالاعتبار تأثيره على الشارع”، مشيرة إلى أن تعليقات الإسرائيليين على منصات التواصل الإجتماعي تظهر مدى الرعب الذي تسبب به.
وبيَّنت أن حاليفا ليس وحده الذي “أفزع” الإسرائيليين، فقد نشر الجيش بيانًا بأنه أوقف جميع الإجازات للضباط، وبدأ استدعاء قوات الاحتياط، كما ذكرت شبكة “CNN” أن القوات الأمريكية بالمنطقة رفعت درجة التأهب.
تابعونا عبر فيسبوك
وانعكس كل ذلك على الشارع بشكل مباشر، وبدأ الإسرائيليون، حسبما أكدت الصحيفة، في الانقضاض على المتاجر وشبكات توريد الأغذية في أنحاء البلاد؛ بغية شركاء كميات كبيرة لتخزينها.
وقالت إن طوابير طويلة ظهرت أمام متاجر بيع الأطعمة، وخلت الأرفف بعدها من المنتجات بسرعة، وأعلنت بعض السلطات البلدية أنها اقتنت مولدات كهربائية لحالات الطوارئ، وسادت مخاوف بوزارة المالية من هرولة المواطنين إلى المصارف لسحب أموالهم.
الصحيفة اختارت وصفاً إشكاليا لتوضيح الصورة، وقالت إن “إسرائيل بوجه عام تتعامل مثل جرو صغير مذعور ينبح على كلب أكبر منه ثم يركض للاختباء خلف شجيرة”.
وأردفت أن “صناع القرار في إسرائيل في حاجة لفهم أن الاغتيال ذاته ليس هو الأمر السلبي، ولكن ردة فعل الإسرائيليين عقب الاغتيال، والتي ستحدد كيف سيرد العدو، وأنه حين يكون الإسرائيليون في حالة ذعر مجنون، فإن العدو يعلم أن تلك هي أفضل فرصه”.
وحذَّرت من غياب الاستراتيجية للتعامل مع الوعي الجمعي للجهور الإسرائيلي، ورأت أن الأمر يعني أن هناك أضرار أكبر بكثير حتى من الخسائر العسكرية، حيث أن فشل إسرائيل في التعامل مع الوعي الجمعي للمواطنين سيعني فوضى كاملة.
شاهد أيضاً: استنفار “غير مسبوق” لدى القواعد الأمريكية في سوريا.. والسبب ؟!