“إدلب ستان”.. خلف كل ربطة عنق أمير!
آذار 2020.. 6 ساعات من المحادثات بين بوتين وأردوغان في موسكو، انتهت باتفاق على وقف إطلاق النار في إدلب السورية، هدنة ضمنت للجولاني حتى الآن 4 سنوات من الاستقرار، وسمحت له بإنشاء دويلة إدلب!.
استقرت حدود سلطة زعيم تنظيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني منذ آذار 2020، ليبدأ عملية الانتقال من لعب دور الجهادي إلى لعب دور “زعيم” دولة صغيرة.. والانتقال من المفخخات والألغام إلى إنستغرام!
صار في شمال غرب سوريا دويلة جهادية، أجرى القائمون عليها عمليات تجميل لطمس صفة “الجهاد” التي لا ترضي الغرب.. وكانت هذه أبرز ملامح “إدلب ستان”: حكومة مدنية من ورق في الواجهة، سماها الجولاني “حكومة الإنقاذ”، وزرع خلف كل مسؤول حكومي بزيّ غربي وربطة عنق أميراً لا يُرَدُّ له أمر!.
“جهاز الأمن العام”.. هو القبضة الحديدية التي يضرب بها الجولاني معارضيه، ويقوده رجل غامض يدعى “أبو أحمد حدود”.
يرتبط الجهاز مباشرة بقيادة الهيئة، ويشرف على السجون الأمنية السرية التي أرهبت سكان المنطقة، حيث يرمي فيها الجولاني معارضيه من جهاديين وناشطين.
أصبح جهاز الأمن مؤخراً أشهر من نار على علم بعد “قضية العملاء” التي كشفت عن انتهاكات جسمية من تعذيب وإعدامات في سجونه المخيفة دون محاكمات وبإشراف مباشر من قيادة الجولاني!.
تابعنا عبر فيسبوك
بعد الأمن يأتي المال.. وهناك في إدلب يحتكر أمراء التنظيم إدارة الاقتصاد، سواء لصالحهم أو لصالح صندوق الجماعة سراً، بالإضافة إلى ابتزاز التجار وفرض إشراك الأمراء في أعمالهم التجارية.
لم تسلم فروع المنظمات الإنسانية والإغاثية من أذرع الهيئة، وفرضوا عليها حصصاً غير معلنة لقاء استمرار عملها.
ولأن الجولاني يريد تصدير صورة مدنية، وإزاحة تهمة الإرهاب عن تنظيمه الجهادي، أنشأ ما يعرف بـ”إدارة الشؤون السياسية”، لتكون بمثابة وزارة خارجية مصغرة، بقيادة “زيد العطار”، الذي لاذ بكنف الجولاني وأصبح من حاشيته المقربين!.
مهمة هذه الإدارة الالتقاء بممثلي الدول وتيسير دخول صحافيين وباحثين أجانب إلى مناطق نفوذها، والترويج لنموذج الجولاني بـ”الزيّ الإفرنجي” لدى الغرب، بهدف التخلص من تهمة الإرهاب!.
وهناك ذراعٌ أخرى لتبييض “الهيئة” هي: أحمد موفق زيدان الإعلامي في قناة «الجزيرة» وأحد المدافعين الشرسين عن مشروع “إدلب ستان”.
يعتبر زيدان مهندس حملة تسويق الجولاني لدى شخصيات وتيارات إسلامية عدة، دون إعلان الارتباط المباشر بالتنظيم الجهادي.
يريد الجولاني نوعاً من الاعتراف الدولي، وفرض حكم الأمر الواقع، أسوة بتجربة أخوة الجهاد في أفغانستان.. ولكن في سوريا اعتبارات أخرى وتطورات تقول إن دويلة الجولاني ستنهار لحظة رفع الغطاء التركي، وهذا الأمر مرهون بعودة العلاقات بين دمشق وأنقرة.. وهذه العودة قادمة لا محالة!.
شاهد أيضاً: على وقع التوترات.. أمريكا ترسل قوات إضافية إلى المنطقة