بايدن ينتفض بوجه “إسرائيل”.. اعتراف أمريكي رسمي يدين واشنطن ؟!
اعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن بلاده ساهمت بمقتل المدنيين في قطاع غزة، بعد أن أكد قيام “إسرائيل” باستخدام أسلحة أمريكية في حربها على القطاع المحاصر، قائلاً: “نأسف لقد قتل مدنيون في غزة نتيجة لتلك الأسلحة”، ما أثار عدة تساؤلات حول العلاقة الأمريكية – “الإسرائيلية”.
ويأتي اعتراف بايدن في ظل مخاوف تحاصره من الداخل والخارج وضغوط دولية، مع إصرار “إسرائيلي” على اجتياح مدينة رفح، الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى كارثة إنسانية جديدة في فلسطين المحتلة، بحسب مراقبين.
ويحيي هذا الاعتراف مطالبات بتحرك دولي من عدد من المنظمات الحقوقية والإنسانية، ونشطاء، وصحفيين، وأكاديميون، وقانونيون، للمطالبة بتحقيق في “انتهاكات القانون الدولي” الإنساني، عبر تلك الأسلحة.
وبحسب إريكا جيفارا روساس، مديرة البحوث بمنظمة العفو الدولية، فإنه “يجب أن يكون هناك تحركاً دولياً ضد للدول التي تواصل تزويد الأسلحة لجميع أطراف الصراع الدائر في غزة، بسبب ما ينطوي عليه ذلك من خطر التواطؤ في جرائم الحرب، وغيرها من انتهاكات القانون الدولي”.
تابعونا عبر فيسبوك
وأضافت روساس: “في أعقاب ما خلُصت إليه محكمة العدل الدولية من أن ثمة أسباباً معقولة للاعتقاد بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة، وعلى ضوء الالتزام الذي يلقيه القانون الدولي على عاتق جميع الدول بمنع الإبادة الجماعية، فإن الحكومات التي تواصل تزويد إسرائيل بالأسلحة قد تجد نفسها انتهكت اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية”.
أما من الداخل فإن بايدن يرضخ لـ”قانون مراقبة الأسلحة” لعام 1976، الذي صدر في عهد الرئيس الثامن والثلاثين للولايات المتحدة جيرالد ر. فورد في 30 حزيران 1976.
ويطالب هذا القانون الكونغرس بالتأكد من أن “الحكومات الدولية التي تتلقى أسلحة من الولايات المتحدة باستخدام الأسلحة للدفاع المشروع عن النفس”.
ويجب على الرئيس إذا كان على علم بإمكانية حدوث انتهاكات باستخدام هذه الأسلحة، بأن يقدم تقرير إلى الكونغرس حول الانتهاكات المحتملة.
وحذر الرئيس الأمريكي، جو بايدن “إسرائيل” علناً للمرة الأولى، الأربعاء، من أن الولايات المتحدة ستتوقف عن إمدادها بالأسلحة إذا شنت غزواً كبيراً لمدينة رفح المكتظة باللاجئين في جنوب قطاع غزة.
وقال بايدن، في مقابلة مع شبكة “سي.إن.إن”، “أوضحت أنهم إذا دخلوا رفح، فلن أزودهم بالأسلحة التي استخدمت تاريخياً للتعامل مع رفح، وللتعامل مع المدن، تلك التي تتعامل مع هذه المشكلة”.
وتسلط تصريحات بايدن، الأكثر صرامة حتى الآن، الضوء على الخلاف المتزايد بين الولايات المتحدة وأقوى حلفائها في الشرق الأوسط.
وقال بايدن عندما سئل عن القنابل التي تزن الواحدة منها 907 كيلوجرامات والتي كانت واشنطن ترسلها إلى “إسرائيل”، “لقد قُتل مدنيون في غزة نتيجة لتلك القنابل وغيرها من الطرق التي يستهدفون بها المراكز السكانية”.
ووصف سفير “تل أبيب” لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان هذا الأسبوع قرار واشنطن تأخير الشحنات بأنه “مخيب للآمال للغاية”، ولكنه ذكر أنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة ستتوقف عن إمداد “إسرائيل” بالأسلحة.
وهاجمت “تل أبيب” هذا الأسبوع رفح، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني، لكن بايدن قال إنه “لا يعتبر القصف الإسرائيلي هناك غزواً شاملاً، لأن إسرائيل لم تقصف مراكز سكانية”.
وجاء بث المقابلة بعد ساعات من إقرار وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن علانية بأن قرار بايدن الأسبوع الماضي وقف تسليم آلاف القنابل ثقيلة الوزن اتُخذ بسبب القلق حيال رفح، حيث تعارض واشنطن خطط “إسرائيل” شن هجوم كبير “دون ضمانات بحماية المدنيين”.
وتعد الولايات المتحدة أكبر مورد للأسلحة إلى “إسرائيل”، وسرعت عمليات تسليم الأسلحة بعد هجوم 7 تشرين الأول من العام الماضي.
شاهد أيضاً : رفح تعيش على وقع الحرب.. ما هي آخر المستجدات ؟!