اتفاق “أمريكي سعودي”.. ماذا تضمن ؟!
أسفرت المباحثات المكثفة بين السعودية وأمريكا في شأن الاتفاق الأمني الاستراتيجي بينهما إلى “صيغة شبه نهائية” في آخر تقييم للمناقشات حول الاتفاق المرتقب، الذي يعتقد أنه سيكون الأول من نوعه لواشنطن مع دولة عربية على الإطلاق.
وكالة الأنباء السعودية “واس” أعلنت هذا الصباح أن “ولي عهد البلاد الأمير محمد بن سلمان استقبل في الظهران شرق السعودية، مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان، واستعرضا في لقائهما “العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات”، وذلك قبل أن يتوجه المسؤول الأمريكي إلى “إسرائيل” هذا اليوم للقاء رئيس وزرائه، الذي دعت الرياض واشنطن مرات عدة إلى الضغط عليه في سبيل إنهاء الحرب في غـــ.زة”.
وأوضحت أن المحادثات بحثت “الصيغة شبه النهائية لمشروعات الاتفاقات الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، التي قارب العمل فيها على الانتهاء”.
تابعنا عبر فيسبوك
وكان وزيرا خارجية البلدين أوضحا في ندوتين منفصلتين ضمن لقاءات “دافوس الرياض” قبل ثلاثة أسابيع، أن الجانبين وصلا إلى اللمسات ما قبل الأخيرة حول الاتفاق الذي يعملان عليه بزخم متواصل، على رغم تقلبات الأحداث الإقليمية والدولية.
واشار الجانب السعودي إلى أن مباحثات المسؤولين في الظهران تناولت كذلك، “ما يتم العمل عليه بين الجانبين في الشأن الفلسطيني لإيجاد مسار ذي صدقية نحو حل الدولتين بما يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة”، إلى جانب المستجدات الإقليمية “بما في ذلك الأوضاع في غزة وضرورة وقف الحرب فيها، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية”.
إلى ذلك، قال مراسل “أكسيوس” الإخباري الأمريكي المختص في شؤون المنطقة، إن مسؤولاً أمريكياً أخبره بأن “المحادثات بين سوليفان وولي العهد كانت جيدة جداً ومثمرة للغاية”.
وقال مصدر سعودي لـ”اندبندنت” إن الإعلان في أحرفه الأولى عن إبرام الاتفاق الدفاعي السعودي – الأمريكي “قد يتم بصورة نهائية في أي لحظة”، لافتاً إلى أنه لن يتفاجأ إن حدث ذلك في “تموز” المقبل، أي في غضون أقل من شهر.
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي قال للصحافيين أخيراً إن سوليفان سيبحث مع السعوديين “القضايا الثنائية والإقليمية، ومنها الحرب في غزة بالطبع، وكذلك الجهود المستمرة لتحقيق السلام والأمن الدائمين في المنطقة”.
وطالب ولي العهد السعودي خلال مشاركته في القمة العربية التي انعقدت في البحرين الخميس المجتمع الدولي بدعم جهود وقف إطلاق النار في غزة ووقف العدوان على الفلسطينيين، داعياً إلى حل النزاعات عبر الطرق السلمية. وجدد دعم الرياض تطبيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية معترف بها دولياً.
وأكد الأمير محمد بن سلمان أن السعودية أولت “اهتماماً بالغاً بالقضايا العربية”، مشيراً إلى أنها استضافت اجتماعاً دان الحرب الإسرائيلية على غزة “تحت أي ذريعة”، ودعمت جهود معالجة الأوضاع الإنسانية في القطاع.
يذكر أن وزارتي الطاقة السعودية والأمريكية وقعتا هذا الأسبوع اتفاقاً استراتيجياً في سياق دعم إنتاج “الطاقة النظيفة”، مما اعتبره محللون خطوة تمهيدية للاتفاق الأمني المنتظر بوصف البرنامج النووي السلمي بين أحد أركانه.
شاهد أيضاً: صحيفة أمريكية تكشف: لهذا السبب سحب قانون مناهضة التطبيع مع دمشق !