لعنة القيادة.. لماذا لا يموت كبار إيران على الفراش ؟!
في كرواتيا رجل مشهور يدعى “فران سيلاك”، نجا من الموت المحتوم خلال حياته 7 مرات وبأعجوبة، ثم حين صار في عمر الـ73 فاز باليانصيب بمبلغ مليون دولار، فوصفته الصحافة العالمية بـ”الرجل الأكثر حظاً في العالم”!.
أما في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.. فمن يموت من القادة الكبار على فراشه “موتة ربه” يستحق بلا شك لقب “الرجل الأكثر حظاً في إيران”!.
في إيران رؤساء وقادة من الصف الأول، منهم من مات بقنبلة، ومنهم من مات بصاروخ، ومنهم من مات شنقاً، ومنهم من مات مسموماً، ومنهم من مات منفياً، ومنهم من مات بحادث، ومنهم من ينتظر.. وما بدّلوا تبديلاً!.
هل نصدمك إذا قلنا لك إن أبو الحسن بني صدر، أول رئيس لإيران بعد انتصار ثورة الخميني عام 1979، تم عزله بعد 16 شهراً فقط، وهرب إلى فرنسا.. ومات هناك منفياً؟!.
وأن الرئيس الثاني، محمد علي رجائي، حكم إيران لمدة 28 يوماً فقط، وكان يومه الأخير في مكتب رئيس الوزراء، حين تسلل شخص من منظمة “مجاهدي خلق” المعارضة إلى القاعة، في ستار مسؤول أمن دولة، ووضع حقيبة تحوي قنبلة، ثم غادر قبل أن تنفجر وتنهي حياة “رجائي” ورئيسِ وزرائه!.
الرئيس الثالث لإيران، علي خامنئي، الذي أصبح لاحقاً المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية حتى يومنا هذا، كان عام 1981 ممثل الخميني في مجلس الدفاع الأعلى، وكان يلقي خطاباً في مسجد جنوب طهران حين انفجرت قنبلة وضعت في جهاز تسجيل على منبره، فأُصيبت ذراعه اليمنى بالشلل!.
يقال أيضاً إن الرئيس الرابع علي أكبر هاشمي رفسنجاني، مات مسموماً بعد مرور 20 عاماً على مغادرته الرئاسة، حيث كان يرأس “مجلس تشخيص مصلحة النظام” في عمر الـ82 عاماً.
أكدت الفحوصات على جثة رفسنجاني بأن مستوى الإشعاعات في جسمه كانت أكثر بـ 10 مرات من المستوى المسموح به، ونقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن أحد أقرباء رفسنجاني قوله إن “هناك إجماع في العائلة بأن رفسنجاني قُتل، أو على الأقل لم يمت بصورة طبيعية”!
الرئيس الثامن إبراهيم رئيسي، مات بحادثة سقوط المروحية الرئاسية في جبال أذربيجان الشرقية، ومات معه وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان!.
تابعونا عبر فيسبوك
طيب.. هل تعلم أن “صادق قطب زاده”، أول وزير خارجية لإيران بعد انتصار ثورة الخميني أعدم بتهمة التآمر لاغتيال قائد الثورة؟!.
وهل تعلم أن إبراهيم رئيسي ليس الرئيس الإيراني الوحيد الذي تعرّض لحادثة تحكم طائرة، لكنه كان الأسوأ حظاً؟.
لقد تعرضت مروحية الرئيس الأول أبو الحسن بني صدر لعطل مفاجئ، لكنّه نجا بأعجوبة.. وأيضاً تعرّض الرئيس السادس أحمدي نجاد عام 2013 لحادث جوي، إذ اصطدمت المروحية بأسلاك كهربائية متينة، لكن الطيار سيطر على المروحية ونجا أحمدي نجاد!.
ستتفاجأ أيضاً إذا عرفت أنه في عام 1981 قتل وزير الدفاع الإيراني، موسى نامجو، بتحطم طائرة قرب طهران، وأنه في عام 1994 قتل قائد القوات الجوية، منصور ستاري، بحادث تحطم طائرة في أصفهان، وأنه في عام 2005 قتل قائد القوات البرية أحمد كاظمي بتحطم طائرة قرب أورمية!.
أيضاً.. اغتالت الصواريخ والاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، قاسم سليماني، ورضي موسوي، ومحمد رضا زاهدي، ومحسن فخري زاده، وعشرات من كبار الجنرالات وكبار العلماء في إيران.
إجمالاً، يمكن حصر معظم خلفيات حوادث القتل للرؤساء والقادة الكبار في إيران بما يلي:
أولاً: عمليات اغتيال تقف خلفها 3 أطراف رئيسية هي: أمريكا و”إسرائيل” ومنظمة “مجاهدي خلق” المعارضة.
ثانياً: أسطول الطيران الإيراني المتهالك نتيجة العقوبات الغربية.. يقال إن هناك “مقبرة للطائرات الرابضة” في مطار مهر آباد بطهران!.
عام 2023.. تم تسريب رسالة سرية لنائب إبراهيم رئيسي “محمد مخبر” يقترح فيها شراء طائرات رئاسية جديدة، ويتحدث عن الحاجة الملحة لتحديث أسطول طائرات الهليكوبتر في الحظيرة الرئاسية.
أما ثالثاً وهنا بيت القصيد: فالأمر يتعلق بتصفية حسابات داخلية، أدت مرة إلى إعدام أول وزير خارجية لجمهورية الخميني بتهمة التآمر، ومرة أخرى إلى ترجيح موت الرئيس الرابع رفسنجاني مسموماً.
لكن مقتل الجنرال زاهدي بغارة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق مؤخراً كان القشة التي قصمت ظهر البعير، وسرّبت ما يجري في كواليس الحكم في طهران إلى العلن.
تحدثّ مصدر عسكري إيراني لصحيفة “الجريدة” الكويتية عن تورط أطراف داخلية نافذة في إيران باغتيال أمريكا لسليماني في بغداد، وبتورط عناصر إيرانية داخل السفارة الإيرانية في دمشق باغتيال زاهدي.
المصدر كشف أنه كان هناك احتمال كبير أن يترشح قاسم سليماني لمنصب رئيس الجمهورية، بسبب توسع شعبيته، وهذا ما كان من شأنه أن يخلط الأوراق بالنسبة لبعض السياسيين والعسكريين الأساسيين في نظام الحكم الإيراني، الذين ساعدوا أمريكا على اغتياله.
والأهم أن الجنرال زاهدي كان في مهمة إلى سوريا، للكشف عن هذا الملف الذي سيؤدي إلى إسقاط العديد من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في إيران.. ولذلك أخبروا “إسرائيل” بتحركاته وألحقوه بالجنرال سليماني!.
فهل كنا نبالغ حين قلنا إن من يموت من قادة إيران الكبار على فراشه “موتة ربه” يستحق بلا شك لقب “الرجل الأكثر حظاً في إيران”!.
شاهد أيضاً: بوتين يكشف عن “تفاصيل مهمة” في حادثة مروحية الرئيس الإيراني ؟!