مظاهرات إدلب تدخل “الجولاني” في نفق مظلم ؟!
لاتزال أصوات المتظاهرين تصدح في مختلف المناطق في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، مع استمرار المطالبات بـ”إسقاط الجولاني قائد هيئة تحرير الشام”، فقد خرجت مساء أمس مظاهرات ضمت أعداد كبيرة من المحتجين في مدينة أرمناز ومخيمات كفرلوسن بريف المدينة، وجددوا مطالبهم بـ”الإفراج عن المعتقلين وإسقاط الجولاني”.
ودعا ناشطون للتظاهر مساء اليوم في شمال غرب سوريا ضد “هيئة تحرير الشام وزعيمها الجولاني”، بعد سلسلة اعتقالات طالت المتظاهرين في جسر الشغور، لإخماد المظاهرات وإيقاف الحراك.
كما دعوا عبر “التنسيقيات المعارضة للهيئة”، جميع “العسكريين” بالتزام الحياد والوقوف مع “المطالب المحقة”، ورفض تصويب البنادق نحو المتظاهرين أو اعتقالهم.
كما اتهموا “الجولاني بالأداة للقضاء على الثورة وتنفيذ الاتفاقات الدولية، وتحويل الطاقات البشرية والعناصر المقاتلين بالمغفلين الذين يلزمهم الجولاني بتنفيذ الاتفاقيات الدولية وسرقة أموال المعابر وفرض الضرائب والإتاوات على المواطنين بحجة التجهيز لمعركة التحرير”.
تابعونا عبر فيسبوك
وداهم عناصر من “جهاز الأمن العام” التابع لـ”حكومة الإنقاذ” عدة منازل في مدينة جسر الشغور، واعتقلوا 3 مدنيين من المشاركين بالمظاهرات ضد “هيئة تحرير الشام”، وذلك بعد محاصرة منازلهم، واقتادوهم إلى مركز أمني، وسط انتشار أمني كبير لعناصر “الهيئة”.
وأعلن “وزير الداخلية في حكومة الإنقاذ” عن إحالة الموقوفين على خلفية المظاهرات للقضاء.
وأشار مصادر محلية أمس الأول، إلى أن “جهاز الأمن العام اعتقل أحد الناشطين في مدينة إدلب، كما أقدم عناصر جهاز الأمن العام على اعتقال آخر في المدينة على خلفية المشاركة في المظاهرات الشعبية التي خرجت مطالبة بإسقاط الجولاني، متزعم الهيئة”.
كما اعتقل عناصر “جهاز الأمن العام” مواطناً تتهمه بـ”التحريض على الخروج بالمظاهرات المطالبة بإسقاط الجولاني”، في بلدة الفوعة بريف إدلب.
ورغم الانتشار الأمني الكثيف للأجهزة الأمنية التابعة لـ”هيئة تحرير الشام” التي تفرض سيطرتها على محافظة إدلب السورية، والتي كانت تُعرف في السابق باسم “جبهة النصرة”، يخرج الآلاف في تظاهرات حاشدة كل يوم عموماً وكل يوم جمعة بشكل خاص.
وتطالب التظاهرات “زعيم الهيئة الجولاني” بالتنحي عن منصبه والإفراج الفوري عن معتقلين سوريين وأجانب أكدت عائلاتهم أنه تمّ احتجازهم لأسباب سياسية، في حين تظاهر مشاركون آخرون لأسبابٍ مختلفة.
وفي السياق، قال مشاركون في الاحتجاجات، إن “الوضع المعيشي في المحافظة لم يعد يطاق، ففرص العمل باتت معدومة والقبضة الأمنية للهيئة في ارتفاع”، لافتين إلى أن “إدلب وصلت إلى طريقٍ مسدود”.
وأضاف المشاركون، أن “أهالي المنطقة مستاؤون من الهيئة، لاسيما أنها تواصل تضييق الخناق على السكان بقراراتها المثيرة للجدل، ما أدى إلى نشوب غضب شعبي في المحافظة”.
ومع أن التظاهرات مستمرة أسبوعياً منذ آذار الماضي، لكن “الهيئة” اكتفت بإصدار عفوٍ عام قبل أسابيع يقضي بالإفراج عن محتجزين تمّ القبض عليهم لارتكابهم جرائمٍ جنائية. كما أصدرت في ذات الوقت عفواً آخر يتعلق بالمخالفات الاقتصادية دون أن تلبي مطالب المحتجين الذين طالبوا بالإفراج عن معتقلين لأسبابٍ سياسية”.
وأوضح محللون أن “هذا الحراك هو نتيجة طبيعية للطريقة التي تُدير بها هيئة تحرير الشام المناطق الخاضعة لها، علاوة على أن جزءاً لا يعد قليلاً من السوريين في هذه المناطق يرفض العقلية التي تحكم بها الهيئة، وهناك وعي متزايد بالحاجة إلى إعادة تشكيل الحالة المعارضة وإخراجها من الخندق الذي انزلقت إليه في السنوات التي أعقبت صعود المتطرفين في سوريا”.
كما أضافوا أن “الجولاني يُراهن على عامل الوقت لإحباط الحراك الاحتجاجي، لكنّ الواقع في المناطق الخاضعة لسيطرة الهيئة لم يعد يُساعدها في مواصلة إدارتها بالطريقة التي فعلت في السابق”.
كما أردف المحللون أن “الهيئة لا تبدو مُستعدة لتغيير طريقة إدارتها لهذه المناطق لأن قوتها تكمن ببساطة في هيمنتها وفرضها لمشروعها، وهي تُدرك أن أي تراجع سيُظهر ضعفها وسيُشجع معارضيها على المطالبة بالمزيد”.
وقال المحللون أيضاً: “لا يوجد ما يدعو للاعتقاد بأن الهيئة ستتراجع أو أن الحراك الاحتجاجي سيتوقف. نحن على الأرجح أمام مُجرد بداية لما يُمكن أن يكون أسوأ”، على حدّ تعبيره.
ورغم أن هذه الاحتجاجات من المقرر أن تتواصل أسبوعياً حتى تتخذ “الهيئة” الإصلاحات التي يطالب بها المشاركون، لكن “الجولاني” رفض حتى الإفراج عن المعتقلين أو التنحي عن “زعامة التنـ.ـظيم” الذي فرض المزيد من الاجراءات الأمنية لقطع الطريق أمام تجدد التظاهرات، واعتقل مساء أمس الجمعة ناشطين اثنين آخرين.
شاهد أيضاً : الجولاني يتوعد المتظاهرين ضده: “انتهى وقت الحوار” !