تحويل الدّعم.. خطوة إيجابيّة أم سلبيّة !
دعت الحكومة السورية حاملي البطاقة “الذكية” إلى فتح حسابات مصرفية خلال مدة ثلاثة أشهر، تمهيداً لتحويل مبالغ الدعم إلى هذه الحسابات، تماشياً مع توجهات إعادة هيكلة الدعم باتجاه الدعم النقدي المدروس والتدريجي.
وتعليقاً على ما سبق، رأت وزيرة الاقتصاد السابقة لمياء عاصي خلال تصريح لـ”كيو بزنس”، أن تحويل الدعم السلعي إلى دعم نقدي له آثار إيجابية منها القضاء على الهدر والفساد والتربح غير المشروع وإمكانية ضبط أكبر للمستفيدين من الدعم.
تابعونا عبر فيسبوك
لكن في المقابل، أشارت عاصي إلى أن عملية الدعم النقدي قد يعتريها حالات فساد كثيرة إذا لم تكن مستندة إلى آليات محكمة وقواعد بيانات صحيحة، يجري تدقيقها وتعديل المستجدات فيها يومياً.
كما اعتبرت أن هذا الطلب هو خطوة أولى في تحويل الدعم السلعي إلى دعم نقدي وتحويل مبالغ نقدية إلى تلك الحسابات ورفع الدعم بشكل نهائي عن المشتقات النفطية والغاز المنزلي والخبز وغيرها من السلع الحكومية المدعومة.
الوزيرة السابقة، قالت: “لأن التطبيق عادةً سيكشف عدد كبير من الأخطاء، فمن الأفضل أن يجري الرفع بشكل تدريجي لتقييم التجربة وتوسيعها شيئاً فشيئاً، لتكون أكثر أماناً، خصوصاً أن العلاقة يدخل فيها طرف ثالث هو البنك الأمر الذي قد يسبب ازدحاماً على الصرافات، وبالتالي سيكون هناك مشكلة لوجستية كبيرة جداً، على اعتبار أن البنية التحتية للبنوك ليست في أفضل أحوالها، إضافةً إلى أن سعر المادة متغير باستمرار مما يجعل تعديلها أمر شبه يومي”.
من جهته، اعتبر الخبير الاقتصادي عمار يوسف لـ”كيو بزنس”، أن هذا الطلب يندرج ضمن “سياسة التجريب” للحكومة التي دمرت الاقتصاد.
وتابع يوسف أن “النظام المصرفي غير مؤهل ولا يكفي لهذا العدد الكبير من الحسابات، خصوصاً أنه لدينا حوالي 3-4 ملايين بطاقة “ذكية”، وبالتالي هذه الخطوة غير منطقية، وستؤدي إلى فوضى وضغط على النظام المصرفي”.
كما أضاف أن خيار تحويل الدعم السلعي إلى دعم نقدي كان متاحاً من البداية، واستغرقت الحكومة 5-6 سنوات قبل أخذ هذه الخطوة.
وتساءل الخبير الاقتصادي عن “حجم الدعم المادي والفئات المستهدفة وآلية التوزيع، وعما إذا كان المبلغ يتناسب مع التضخم الحاصل؟”.
وختم يوسف قائلاً: “اثبتت التجارب بالنسبة للحكومة، أن أي قرار هو ليس لمصلحة المواطن، فما هو الشيء الجديد الذي سيحصل بعد هذه الخطوة؟ وهل سيكون القرار للتجريب مثل ما جرت عليه العادة؟، “سياسة التجريب” التي دمرت اقتصاد البلد”.
شاهد أيضاً: بنسبة 100%.. زيادة الرواتب التقاعدية للمهندسين في سوريا