ثيران سوريّا.. خصيان السّلطان
يحكى أن ثوراً هائجاً في إحدى الحظائر ثارت غريزته، وأراد عبور السياج الشائك للحصول على بقرة، فسأل عن كيفية ذلك، فدلوه على ثور كبير يجلس بعيداً اسمه “الاستشاري”.. وذهب إليه طالباً النصيحة.
فأجابه الثور الاستشاري قائلاً: عليك أن تبتعد عن السياج ما لا يقل عن 100 متر، وتركض بسرعة لا تقل عن 70 كم في الساعة، وتقفز من على السياج بزاوية لا تقل عن 60 درجة، وعندها ستعبر، فقال الثور ولكني إذا أخطأت بالحسابات فسوف أخسر أعضائي التناسلية بالسياج الشائك لا ريب، فماذا أصنع بعد ذلك؟!.
فرد الثور الكبير: بكل بساطة ستصبح استشارياً مثلي!.
يقال إن ثيران المعارضة السورية من ائتلاف وقادة فصائل صاروا جميعاً بنعمة تركيا استشاريين بلا أعضاء!.
أعلن أردوغان عن استعداده لإعادة العلاقات مع سوريا، وحتى على المستوى العائلي مع “السيد الأسد”، فقلقت المعارضة السورية المحسوبة على تركيا.. ولا يمكنها فعل شيء سوى القلق!.
يقول المعارض حسن الحريري إن “التقارب إن حدث فعندها لن تسمح أنقرة لأي هيئات أو منظمات معارضة أن تعمل أو تمارس أي أنشطة على أراضيها”!.
إحباط وخيبة في صفوف “الائتلاف” المعارض والفصائل المسلحة الذين وضعوا أنفسهم في خدمة القيادة التركية منذ الأيام الأولى للأحداث في سوريا، فحوّلت أنقرة أعضاء الجناح السياسي إلى خدم وحشم وناطقين باسمها، والجناح العسكري الفصائلي إلى مرتزقة يقاتلون من أجلها، حيث تشاء ومتى تشاء!.
أحدهم شبّه حالة المعارضين السوريين المحسوبين على تركيا بـ”الخصيان” في عهد الإمبراطورية العثمانية، الذين كانت مهمتهم تقتصر على خدمة السلطان وعائلته فقط!.
يقول الصحفي التركي هشام جوناي إن الاعتراف التركي بأن نظام الحكم في دمشق يمثل الدولة السورية سوف يعني أن هذه المعارضة لم تعد شرعية!.
تابعونا عبر فيسبوك
من المتعارف عليه أن المعارضة في أي دولة تستمد شرعيتها من الشارع الذي تقوده في بلدها، إلا في الحالة السورية، فالحدث استثنائي.. الائتلاف المعارض يستمد شرعيته من تركيا.. وفوق ذلك هو لا يقود أحداً بل منقادْ، أي كما يقال باللغة المحكية “ما بيمون حتى على حالو”!.
قدمت تداعيات أحداث ولاية قيصري التركية – حين اعتدى مواطنون أتراك على لاجئين سوريين – صورة أكثر وضوحاً حول تبعية الائتلاف وفصائل الشمال المطلقة لتركيا.
ما حدث أن مظاهرات غاضبة اجتاحت الشمال السوري الخاضع لسيطرة الأتراك بسبب أحداث قيصري، وتمت مهاجمة الشاحنات والدوريات والنقاط العسكرية التركية، وحرق العلم التركي أيضاً.
لم يمضِ وقت طويل، حتى تحركت الفصائل المسلحة واعتقلت من أحرقوا علم تركيا وسلمتهم إلى الأمن التركي.. وهناك في تركيا بثت القنوات الحكومية مشاهد مهينة للسوريين وهم يُرغَمون على تقبيل العلم التركي وتقديم الاعتذار وإعلان الندم.. بينما ساد الصمت في مكاتب الائتلاف وكأن شيئاً لم يكن!.
عام 2013.. قال المعارض في الائتلاف فايز سارة خلال مقابلة مع صحيفة “العرب اللندنية”: إنه مخطئ من يظن أن المعارضة ستخضع لمطالب تتناقض مع أهدافها سواء جاءت هذه المطالب من الغربيين أو الشرقيين.
كتب أحدهم ساخراً: قال هتلر أعطني موقفاً واحداً للمعارضة السورية المحسوبة على تركيا يثبت أنها غير خاضعة وسأحتل العالم!.
شاهد أيضاً: إسكوا: العقوبات تعطل توفير الخدمات في سوريا