“تنـ.ـظيم الدولة” يعود لفرض “الأتاوات” على ريف دير الزور ؟!
في ظل أخبار يتم تداولها عن إعادته بناء هيكلته وتسمية قادة جديدة له، يبدو أن “تنظيم الدولة” يشهد حراكاً متصاعداً وفرض أتاوات، خاصة في المناطق التي تنتشر فيها قوات “قسد” في الشرق السوري.
فقد أبدى سكان من ريف دير الزور شرقي سوريا امتعاضهم من فرض “خلايا التنظيم” أتاوات عليهم تحت مسمى “الزكاة”، خاصة على أصحاب رؤوس الأموال وأصحاب الأعمال وموظفي المنظمات في المنطقة.
وقال مستثمر بقطاع النفط في دير الزور، إنه حاول تجاهل رسالة تهديد من “التنظيم”، لكن مع مرور الوقت بدأت التهديدات تزداد حدة، ووصلت إلى تهديده مباشرة بالقتل في حال أبلغ السلطات أو تأخر في دفع “الإتاوة”.
وتنوعت أساليب تهديد عناصر “التنظيم”، أو من يدعون الانتماء له، بهدف تحصيل الأموال، بما في ذلك تعليق أوراق مختومة بختم “التنظيم” على أبواب منازل المستهدفين، إضافة إلى إرسال رسائل عبر تطبيق “واتساب”، وفق مصادر ميدانية.
تابعونا عبر فيسبوك
وقالت المصادر، إن “فرض الأتاوات أصبح ظاهرة شائعة توثر على المستثمرين وموظفي المنظمات”.
وتحدّث تقرير أممي أنه مع مطلع العام الحالي والشهر المنصرم على وجه التحديد، شهدت سوريا نشاطاً متزايداً في عمليات عسكرية لـ”تنـ.ـظيم الدولة”، بالمقارنة مع دول الجوار كالعراق.
وبحسب تقرير مقدم من قبل 34 دولة إلى مجلس الأمن الدولي من قبل الفريق المكلّف برصد أنشطة تنظيمي “الدولة” و”القاعدة” وما يرتبط بهما من أفراد وجماعات ومؤسسات وكيانات، فقد “زاد تنظيم الدولة من وتيرة عملياته في الأراضي السورية، منذ كانون الثاني الفائت، مقارنة بوتيرة أقل للعمليات في العراق حيث ألحق أضراراً مادية وخسائر في الأرواح بشكل محدود”.
وأشار التقرير الأممي إلى أن إجمالي قوام “التنظيم” في كل من سوريا والعراق، يتراوح بين 1500-3000 مقاتل، إذ لا يزال يواجه خسائر في ساحة المعركة وحالات الفرار وتحديات في مجال التجنيد.
كما استفاد التنظيم من النزاعات الإقليمية وتراجع بعض جهود مكافحة الإرهاب لتوسيع نطاق عملياته، وزرع خلايا نائمة في الدول المجاورة، بحسب التقرير الأممي.
وأشارت بعض الدول الأعضاء إلى أن “تنظيم الدولة” استغل الحرب “الإسرائيلية” على قطاع غزة من خلال استخدام الحيلة، فقد قام بـ”تجنيد أفراد غير تابعين له عبر الإنترنت واستغلالهم لتنفيذ هجمات دون أي إشارة إلى تنظيم الدولة”. وألقي القبض على بعض هؤلاء الأفراد في بلد مجاور لمنطقة النزاع الرئيسية.
وتواصل قيادة “تنظيم الدولة” الأم تطوير هيكلها الأفقي لصنع القرار. ولا تزال معظم القيادات العليا له تنظيم موجودة في سوريا، بحسب ما جاء في التقرير.
وفي الوقت الراهن، أصبح لدى الإدارة العامة لـ”ولايات التنظيم” خمسة مكاتب إقليمية وظيفية رئيسية وهي المحرك الرئيسي لـ”التنظيم”، في حين تلاحظ العديد من الدول الأعضاء أن الهيئة المفوضة لا تزال تنظر في النسب والمؤهلات الأخرى قبل تعيين “الخليفة”.
وفي المقابل اعترضت دول أخرى على إمكانية وجود قائد رئيسي من خارج المنطقة العراقية- السورية، مؤكدة على أهميتها الاستراتيجية والأيديولوجية والمنصبان الأبرز في “تنظيم الدولة” هما الخليفة ورئيس الإدارة العامة للولايات، ويمكن للمرشحين المذكورين أعلاه أن يشغلوا أياً منهما.
شاهد أيضاً : “بشكل مكثّف”.. أمريكا تتأهب في الشرق السوري ؟!