آخر الاخباررئيسيسياسة

اتفاق لبنان.. ماذا كسب “نتنياهو” وماذا خسر ؟!

دخل وقف إطلاق النار حيز التطبيق فجر الأربعاء، واعتبر نتنياهو في تبريره للاتفاق أن “إسرائيل أعادت الحزب عقوداً إلى الوراء، بعد القضاء على كل قادته ومعظم بنيته التحتية، وأن الاتفاق سيعزز الأمن في مستوطنات الشمال، ويكفل التفرغ لمواجهة العدو الأول إيران”، مؤكداً أنه “سيرد بقوة على أي محاولة للحزب لإعادة التسلح”.

وحاول نتنياهو في خطابه تصوير الاتفاق مع “الحزب”، على أنه “وقف إطلاق نار مؤقت سيتم اختباره”، كما أرسل رسالة مفادها أنه يكسب الوقت حتى عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض والذي من المفترض أن يمنحه حرية عمل أكبر”، وفق صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية.

وعلى الصعيد اللبناني، أكد رئيس مجلس النوب اللبناني نبيه بري “أن لبنان تمكن من إحباط مفاعيل العدوان الإسرائيلي”، وناشد كل الطوائف والقوى السياسية للحفاظ على لبنان أكثر قوة ووحدة.وسائل الإعلام “الإسرائيلية” أشارت إلى وجود إجماع في المستوى السياسي والعسكري “الإسرائيلي”، على ضرورة التوجه نحو هدنة مع لبنان، باستثناء معارضة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.

وأوضحت أن الضغط العسكري الذي واجهته “إسرائيل”، دفع “القيادة السياسية” إلى تحويل الإنجازات الميدانية إلى مكاسب سياسية، لكنها أشارت إلى أن “المعارضة الإسرائيلية”، بقيادة شخصيات مثل يائير لابيد وبيني غانتس، تسعى لاستغلال الهدنة لمهاجمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مما يزيد من التحديات السياسية التي يواجهها.

تابعونا عبر فيسبوك

نتنياهو.. مكاسب أم تراجع سياسي؟

وبشأن مستقبل بنيامين نتنياهو في ظل اتفاق وقف إطلاق النار، أوضح مراقبون أن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت تراجعاً في دعم “حزب الليكود” بقيادة نتنياهو، ما يثير تساؤلات حول قدرته على استعادة شعبيته.

وأضاف المراقبون، أن الاتفاق مع لبنان قد يُعتبر هدنة مؤقتة إذا لم يرافقه تقدم ملموس في تحقيق الأهداف “الإسرائيلية”، سواء في لبنان أو غزة.

فهل حققت إسرائيل أهدافها من الحرب؟

حول هذه النقطة، أشار المراقبون، إلى أن “الجيش الإسرائيلي” يرى أن جهوده في لبنان قد استنفدت عسكرياً، وأن المرحلة الحالية تقتضي تحويل الزخم الميداني إلى مكاسب سياسية.

وأضافوا أن تحقيق رؤية “شرق أوسط جديد” التي تحدثت عنها “إسرائيل” يتطلب وقتاً ودعماً دولياً أكبر.

تابعونا عبر فيسبوك

وتشي تصريحات بنيامين نتنياهو المتكررة قبل التوصل إلى الاتفاق، إلى أنه كان من أنصار إطالة أمد الحرب، وقد رفض في 21 أيلول الماضي الموافقة على هدنة، لكن متغيرات ميدانية في أغلبها أدت إلى تغير موقفه، من أهمها:

لم يفلح “الجيش الإسرائيلي” في تحقيق إنجاز عسكري حاسم بعد، كما لم يستطع تأمين المستوطنات الشمالية وإعادة سكانها، إضافة لفشله في تقويض القدرات العسكرية للحزب بشكل كامل.

“الحزب” استمر في قصف عمق “إسرائيل” وتوسعها وتكثفها بشكل مطرد “بينها 350 صاروخاً ومسيرة في ساعات”، ولم تفض المناورات البرية في تحقيق اختراق سريع أو السيطرة الدائمة على الأرض، مع استمرار الخسائر اليومية في العديد والعتاد.

وتجاوزت الخسائر البشرية والمادية تلك التي نتجت عن حرب الـ33 يوماً في تموز 2006، كما لم يؤثر اغتيال القيادات السياسية والعسكرية في الأداء الميداني للحزب كما كان يعول عليه نتنياهو.

وتعرض نتنياهو لضغوط سياسية داخلية وخارجية آخرها مذكرة الاعتقال من الجنائية الدولية، في وقت ضغطت فيه الولايات المتحدة الأمريكية لإبرام اتفاق وهددت بالانسحاب من الوساطة.

تابعونا عبر فيسبوك

كما بدا “الجيش الإسرائيلي” في الجولات الأخيرة من المعارك منهكاً وغير قادر على تحقيق الأهداف الكبرى للحرب.

بعد تصعيد اللحظات الأخيرة، مضى رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان على أساس قرار مجلس الأمن الدولي 1701 لعام 2006، وتطرح أسئلة كثيرة حول حسابات الربح والخسارة بعد أكثر من عام من الحرب ومدى صمود الاتفاق.

العودة إلى اتفاق قديم

وفقاً لبنود الاتفاق الـ13، فإن “إسرائيل ستنسحب من جنوب لبنان في غضون 60 يوماً من دخوله حيز التنفيذ، ليحل محلها الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان اليونيفيل، التي ستعمل على إزالة البنية التحتية التابعة للحزب حتى نهر الليطاني”، بحسب مصادر مطلعة.

ويلتزم “الحزب” وجميع الفصائل المسلحة الأخرى في الأراضي اللبنانية وفقاً للاتفاق، بعدم تنفيذ أي عمل هجومي ضد “إسرائيل”، وفي المقابل، لن تقوم “إسرائيل” بأي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان، سواءً على الأرض أو في الجو أو في البحر.

وستكون قوات الأمن والجيش اللبناني الرسميتين بحسب الاتفاق، هي الجهات المسلحة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح أو استخدام القوات في جنوب لبنان، ويتم الإشراف على بيع الأسلحة أو توريدها أو إنتاجها أو المواد ذات الصلة بالأسلحة في لبنان من قبل الحكومة اللبنانية.

وسينشر لبنان قوات الأمن الرسمية وقوات الجيش على طول جميع الحدود ونقاط العبور والخط المحدد للمنطقة الجنوبية كما هو موضح في خطة الانتشار، وستعمل الولايات المتحدة على مفاوضات غير مباشرة بين “إسرائيل” ولبنان للوصول إلى حدود برية معترف بها.

تابعونا عبر فيسبوك

ولا يشير الاتفاق، إلى إنشاء منطقة عازلة في الجنوب، والتي كانت ضمن المطالب الأولى لـ”إسرائيل”، وسيُسمح لسكان القرى في جنوب البلاد بالعودة إلى قراهم وبيوتهم. كما ينص الاتفاق على تشكيل لجنة دولية برئاسة الولايات المتحدة وفرنسا، لتتولى مراقبة تطبيق الامتثال للاتفاق الذي سيستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701.

وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إلى أن الاتفاق لا يتضمن أيضاً مسألة “حرية عمل الجيش الإسرائيلي في لبنان”، والتي كان أيضاً يصر عليها الجانب “الإسرائيلي”.

ومن خلال الذهاب إلى الاتفاق، تجاوز نتنياهو المبدأ الذي يقول إن “كل جيش لا ينتصر ولا يحقق أهدافه فهو مهزوم وكل مقاومة لا تخسر فهي منتصرة”، فهو يرى أن “الحزب بات ضعيفاً عسكرياً، ولم يعد قادراً على تشكيل تهديد حقيقي بعد دفعه إلى ما وراء نهر الليطاني”.

وتعتبر المصادر أن بنيامين نتنياهو نزل عن الشجرة، بتخفيض سقف أهدافه من مساع “لإعادة ترتيب الشرق الأوسط”، والقضاء على الحزب وتغيير الواقع السياسي في لبنان إلى العودة إلى تطبيق ذلك القرار الذي نتج عن حرب 2006.

ووفقاً لتلك القراءات في مضمون الاتفاق، لم تتمكّن “إسرائيل” من إخضاع “الحزب”، وعجزت عن تحقيق أهدافها رغم التدمير والقتل وسلسلة الجرائم التي ارتكبها.

كما تعتقد تلك الأطراف المقربة من “الحزب” أنه حافظ على وتيرة الردع نفسها، ووسع عملياته في “العمق الإسرائيلي” بما تجاوز حرب 2006، واستعمل تكتيكات وأسلحة جديدة فرضت على “إسرائيل” العودة إلى المفاوضات بالحد الأدنى من المطالب، حيث يخلو الاتفاق مما قد ينتهك سيادة لبنان أو يؤثر بشكل جذري على دور “الحزب”.

تابعونا عبر فيسبوك

ويشير محللون إلى أن “الحزب”، الذي لم يخرج مهزوماً في النهاية وفق تقديرهم، فقد عوامل قوة وأوراقاً كثيرة حققها طوال عقود خصوصاً وبعد حرب 2006 في المشهد السياسي في لبنان، وهو مع ذلك سيحافظ على دوره السياسي في لبنان، دون أن يشكل مستقبلاً “بيضة القبان” في ذلك المشهد، وسيعمل بدرجة أولى إلى إعادة بناء نفسه.

وبقطع النظر عن حسابات الربح والخسارة، يبدو صمود الاتفاق رهناً بفترة “الاختبار” خلال الشهرين المقبلين وبحسابات رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو، الذي تحاصره أزمات داخلية وخارجية “قرار الاعتقال من الجنائية الدولية”، ورهاناته على ضوء أخضر من الرئيس الأمريكي لمواصلة “سياسة تغيير الشرق الأوسط”، قبل أن تعصف الأزمات بمستقبله السياسي.

شاهد أيضاً : بيان هام من الجيــ.ش الســ.وري حول معــ.ركة حلب ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى