مركز تركي لتصدير الغاز الروسي !
قال محللون ومصادر، «إن خطة الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” لجعل تركيا مركزاً للغاز الروسي قد تسمح، نظرياً لموسكو بإخفاء صادراتها وسط وقود من مصادر أخرى، لكن ذلك قد لا يكون كافياً لإقناع الأوروبيين بالشراء».
وكانت روسيا تمثل 40 % من سوق الغاز بالاتحاد الأوروبي، قبل أن تبدأ الحرب الأوكرانية في شباط الماضي.
وفرض الغرب منذ ذلك الحين، عقوبات واسعة النطاق شملت عقوبات على النفط والغاز الروسيين، وقلص مشترياته من الوقود من مصادر روسية، وسعى باحثاً عن بدائل.
وبعد انفجارات، مازالت أسبابها قيد التحقيق، أضرت بخط أنابيب الغاز الروسي “نورد ستريم” إلى أوروبا تحت بحر البلطيق، اقترح “بوتين” إنشاء «مركز للغاز في تركيا بناء على طريق جنوبي للصادرات».
تابعونا عبر فيسبوك
وقال الرئيس الروسي دون تحديد إنه «يمكن إنشاء مركز في تركيا بسرعة نسبياً، وتوقع أن يرغب العملاء في أوروبا في توقيع عقود».
وحتى الآن لم تعلن التزامات للشروع في ذلك، ويقول محللون إن «هناك حاجة إلى استثمارات ووقت».
وتساءل مسؤولو معهد الطاقة والتمويل، «هل أوروبا بحاجة إلى المشروع، في ظل تصميم دول الاتحاد الأوروبي، على التخلي عن الغاز الروسي في المستقبل القريب؟».
وأضافوا، «إنه من المستحيل إعادة تشكيل مكونات تدفقات الغاز داخل الاتحاد الأوروبي، حيث لا توجد روابط حالية قد تصل بالمركز المقترح من شمال غرب أوروبا، والذي كان معتاداً على الحصول على الغاز عبر “نورد ستريم1″».
وتراجعت صادرات روسيا إلى أوروبا بنسبة 43.4 % هذا العام، ويعمل خط أنابيب “ترك ستريم” إلى تركيا، بسعة أقل بكثير من طاقته السنوية البالغة 31.5 مليار متر مكعب.
وقال مصدر في شركة “جازبروم” التي تحتكر تصدير الغاز الروسي عبر الأنابيب، «إنه يعتقد أن المركز سييسر المبيعات».
وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، نظراً لحساسية المسألة، «هذا لن يكون غازاً روسياً بل غازاً من المركز التركي».
وقال مصدر تجاري في أوروبا: «إن الصين التي استحوذت على مكانة اليابان كأكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم عام 2021، تعيد بالفعل بيع الغاز الطبيعي الروسي المسال دون تصنيفه بأنه “صنع في موسكو”».
ومضى مدير ستاندرد آند جلوبال ريتنجز “ألكسندر جريازنوف”، في القول «لن ترغب أوروبا على الأرجح في الدخول في عقود مباشرة مع روسيا الاتحادية، وسيكون شراء كميات من السوق الفورية في تركيا مقبولاً سياسياً، وسيتعين إنفاق الوقت والمال لإنشاء المركز».
أقام “بوتين” والرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” علاقات وثيقة في السنوات الأخيرة، على الرغم من الماضي المتقلب الذي شابه مقتل السفير الروسي أندريه كارلوف في أنقرة عام 2016، وإسقاط تركيا لطائرة روسية في مهمة إلى سوريا قبل ذلك عام.
وتقول أنقرة: «إنه من الممكن أيضا تضمين خط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول “تاناب”، الذي ينقل الغاز الطبيعي القادم من أذربيجان إلى الحدود التركية، في المركز المقترح».
وتضخ روسيا الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا، أساساً عبر أوكرانيا، بمعدل يزيد عن 40 مليون متر مكعب في اليوم، أي أقل من نصف الكمية التي اعتادت بيعها إلى الاتحاد الأوروبي.
كما أنها تضخ الغاز إلى جنوب شرق أوروبا، بما في ذلك المجر، عبر “ترك ستريم”.
وتبلغ كلفة خط “ترك ستريم” الحالي 3.2 مليار دولار، وتطلب بناء خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2″، الذي لم يتم تدشينه عبر بحر البلطيق 11 مليار دولار أخرى، تقاسمتها شركة “جازبروم” وشركائها الغربيين.
ولم تقدم شركة “جازبروم” ولا الكرملين تقديرا لكلفة فكرة المركز التركي، وامتنع “ديمتري بيسكوف” المتحدث باسم الكرملين عن التعليق عن كيفية استخدام الغاز الأذربيجاني في المركز.
شاهد أيضاُ : «النفط الروسي».. وعود أوروبا قد تذهب أدراج الرياح!