الصين هل تكون “الرابح الأكبر” من العقوبات المفروضة على روسيا ؟!
من المرتقب أن تتفوق الصين على الاتحاد الأوروبي كمستورد رئيسي للغاز الطبيعي الروسي، بعد بدء تشغيل خط أنابيب «قوة سيبيريا 2» بحلول عام 2030.
وسيجلب خط أنابيب «قوة سيبيريا 2» الغاز الطبيعي من حقل “يامال” الواقع غربي سيبيريا، إلى الصين أكبر مستهلك للطاقة في العالم وأسرع مستهلك للغاز نموّاً.
ويُعد حقل “يامال” المصدر الرئيس لإمدادات الغاز إلى أوروبا، كما تمثل سيبيريا أكبر مصدر للغاز الطبيعي في روسيا.
وتم في الفترة الأخيرة فحص خط أنابيب «قوة سيبيريا 2»، وخاصة بعد أن قرر الاتحاد الأوروبي التخلي عن موارد الطاقة الروسية، كرد فعل أوروبي ضد روسيا بسبب الحرب الأوكرانية.
وتناقش الدول الأوروبية، فرض سقف سعر للغاز الروسي مماثل للسعر الذي تم تحديده على النفط المنقول بحراً، إلّا أن الاختلافات بين الدول الأعضاء حالت دون اتخاذ القرار النهائي بهذا الخصوص.
وأثار سقف سعر الغاز الطبيعي الروسي، جدلاً في الاتحاد الأوروبي، وأدى إلى انقسام الدول بين مؤيد ومعارض مثل ألمانيا وبلجيكا وبولندا.
تابعونا عبر فيسبوك
حيث أشارت ألمانيا، إلى أن «وضع حد أقصى لسعر صادرات الغاز الروسي، من شأنه أن يشكل تهديدات لأمن إمدادات الغاز الطبيعي»، بينما ترى بلجيكا وبولندا وإيطاليا أن «سقف الأسعار وسيلة لحماية المستهلكين من تقلبات الأسعار»، ومن المقرر أن يجتمع وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي مجدداً لمناقشة الحد الأقصى المحتمل للسعر.
من جانبها روسيا، والتي تعتمد اعتماداً كبيراً على أوروبا في صادرات الغاز الطبيعي، فتعتزم تعويض حصتها السوقية المفقودة في أوروبا، عن طريق شحن الغاز الطبيعي إلى آسيا، وخاصة الصين.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أصدر تعليماته إلى الحكومة بالاستعداد لتحويل إمدادات موارد الطاقة إلى الشرق، بعد الإجراء الأوروبي، في إشارة منه إلى دول الشرق الآسيوي.
وبهذا الخصوص، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك: إن «صادرات الغاز الطبيعي الروسية إلى دول الاتحاد الأوروبي، من المتوقع أن تنخفض بمقدار 50 مليار متر مكعب في 2022».
ومن المخطط أن ينقل خط أنابيب «قوة سيبيريا 1»، 38 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي من روسيا إلى الصين بمجرد وصوله إلى طاقته الكاملة، لكن هذا الحجم لا يمثل سوى 25% فقط من المتوسط السنوي، البالغ نحو 155 مليار متر مكعب من الغاز الذي أُرسل إلى أوروبا قبل الحرب.
وإلى جانب خط أنابيب «قوة سيبيريا 1»، تخطط روسيا لبناء خط أنابيب ثان هو «قوة سيبيريا 2»، ومن المتوقع أن تبدأ الأشغال به بحلول عام 2024 وأن يكتمل بحلول عام 2030.
والجدير بالذكر أن روسيا تزوّد الصين حاليّاً بنحو 10% من وارداتها السنوية من الغاز، عبر خطوط الأنابيب وسفن الغاز الطبيعي المسال، لكن مع التحسينات المخطط لها ستصبح روسيا المورد الرئيسي للغاز للصين.
ويرى مراقبون، أنه يمكن سنوياً ضخ 50 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي عبر خط «قوة سيبيريا 2»، وبذلك يبلغ إجمالي واردات الغاز من روسيا إلى الصين 88 مليار متر مكعب ،عندما يصل كلا خطي قوة سيبيريا إلى طاقتهما الكاملة.
ونشير الاتفاقية المبرمة بين شركة «غازبروم» وشركة «CNPC» الصينية، إلى إجراء الصيانة الوقائية لمعدات وأنظمة «قوة سيبيريا» سيكون في ربيع وخريف كل عام.
فضلاً عن ذلك، تعتزم بكين توسيع محطات معالجة الغاز الطبيعي المسال لديها، بإضافة 34 محطة جديدة بحلول عام 2035، وبذلك ستصل السعة الإجمالية إلى 224 مليون طن، وتقع أغلب محطات الغاز الطبيعي المسال في المدن الصينية الجنوبية والشرقية.
شاهد أيضاً : «إذن رئاسي» قد يعيق عمل شركات النفط والغاز في أمريكا!