رغم فائض الإمدادات.. أسعار السكر تحلّق!
ارتفعت أسعار السكر في العالم، الأمر الذي يخفي وراءه حقيقة أن العالم قد ينهي هذا الموسم، بتحقيق أول فائض من هذه المادة منذ أربع سنوات.
وسجلت العقود الآجلة للسكر أعلى مستوى لها منذ ست سنوات الأسبوع الماضي، مما يهدّد بمزيد من الضغوط التضخمية مع ارتفاع أسعار المخبوزات والحلوى والمشروبات الغازية.
وعلى الرغم من أنَّ البرازيل، وهي أكبر دولة مصدرة للسكر، ستجمع على الأرجح محصولاً أكبر بكثير، لكن هذه الإمدادات لن تصل إلى الأسواق قبل بداية موسم الحصاد في نيسان تقريباً، بينما تعاني هذه الأسواق اليوم من ضيق في المعروض.
وتعود ظروف السوق هذه إلى ضعف الإنتاج في الهند، الذي سيحدّ من صادراتها على الأرجح، وإلى تضرر الإنتاج الأوروبي من موجات الجفاف التي شهدتها القارة، فضلاً عن حالة عدم اليقين التي تسبب بها حظر استخدام المبيدات في أوروبا.
وبالإضافة إلى ذلك، تحوّل المصانع الهندية المزيد من قصب السكر لإنتاج الإيثانول، فيما يُتوقَّع أن تسهم إعادة فتح الصين في زيادة الطلب.
تابعونا عبر فيسبوك
وأشارت علامات على أنَّ ارتفاع أسعار السكر يتسبب في زيادات أسعار البيع بالتجزئة في متاجر البقالة في الولايات المتحدة وأوروبا.
ارتفع سعر السكر الخام في نيويورك يوم الثلاثاء، بنسبة 0.3% ليسجل 20.73 سنت للرطل، في حين بلغت العقود الآجلة في الأول من شباط، 21.86 سنت للرطل.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي سعي الهند إلى تعزيز إنتاج الإيثانول، إلى تحويل المزيد من قصب السكر نحو إنتاج الوقود الحيوي بدلاً من السكر.
ويُفترض أن تحصد البرازيل أفضل محاصيلها على الإطلاق، بعد أن أثرت موجات الجفاف والصقيع على المحاصيل السابقة، لكنَّ الطقس الجيد سيسمح بمعالجة المحاصيل باكراً، مما يزيد المنافسة على مساحات التخزين في الموانئ خلال فترة ذروة شحن إمدادات فول الصويا القياسية. ولذلك، يستعد المنتجون والتجار لازدحام الموانئ.
وتضطر أوروبا بالفعل إلى استيراد كميات أكبر من السكر، بعدما أضرّت موجات الحر والجفاف بالإنتاج، والآن، يتعرض الإنتاج لتهديد أكبر من قرار الاتحاد الأوروبي الذي يفرض حظراً على استخدام مبيدات النيونيكوتينويد، وهو نوع من المبيدات الحشرية الضارة بالنحل.
وفي علامة على شحّ الامدادات، يشير التجار إلى أنَّ بعض شركات الأغذية الأوروبية ما تزال تدفع مقابل السكر المكرّر أكثر من 1000 جنيه إسترليني للطن في السوق الفورية، أي أعلى بكثير من المبلغ الذي تدفعه عادةً، الأمر الذي يشكّل ضغطاً على هوامش الربح.
مصادر أخرى
لن تكون الإمدادات التايلندية الأكبر كافية لسد الفجوة التي خلّفها انخفاض محاصيل الهند وأي تأخير محتمل في الشحنات البرازيلية، بحسب ما قالت شركة “تاي شوغر ميلز” (Thai Sugar Millers).
وفي الولايات المتحدة، أدت اضطرابات إمدادات سكر البنجر إلى رفع أسعار السكر المكرّر، لتطال أسعار الحلوى والمخبوزات، كما يُتوقَّع تراجع الإنتاج في المكسيك، المورّد الرئيسي للولايات المتحدة.
ويجب أن تسهم إعادة فتح الصين لحدودها في تعزيز الطلب، كما قال مايكل ماكدوغال، العضو المنتدب في شركة الوساطة “باراغون غلوبال ماركتس”، ويأتي ذلك بينما تتنافس شركات الأغذية، التي استفادت من المخزونات الفائضة في السنوات الماضية، على إمدادات محدودة حالياً.
شاهد أيضاً : ما بعد الزلزال.. الأسهم التركية في هبوط وسوريا تعاني بفعل العقوبات