ماذا يعني تعليق الحكومة الأمريكية العقوبات على سوريا؟
أكد المحلل السياسي حسام شعيب لـ”كيو ستريت”، أن إعلان وزارة الخزانة الأمريكية عن تعليق عقوبات “قيصر” لا يعني رفعاً كاملاً للعقوبات.
وقال شعيب إن «الولايات المتحدة نتيجة الكارثة الإنسانية الحاصلة في سوريا، لا يمكنها سوى الرضوخ، خصوصاً أن هناك ضغوطات إعلامية واجتماعية وإنسانية من أكثر من عاصمة عربية وأجنبية من أجل إغاثة سوريا».
وبيّن أنه لا يمكن الحكم على إعلان الخزانة الأمريكية إذا لم يتم تطبيقه، ووصول التحويلات المالية الكافية والإفراج عن الأموال المودعة للحكومة السورية في الخارج، لأنها بحاجة تلك الأموال لإعادة البنى التحتية وتأهيل المراكز الصحية وشراء الأدوية، وبالتالي يجب أن يكون تعليق عقوبات “قيصر” شاملاً لكل ما يلزم الحكومة السورية.
كما أشار المحلل السياسي إلى أن ما يريده الأمريكيون من تعليق “قيصر” هو إيصال رسالة إلى العالم أن الولايات المتحدة لا تعارض المساهمة بإغاثة المناطق “المنكوبة” في سوريا.
وشدد شعيب أن قانون “قيصر” ما لم يسمح بوصول معدات وأدوات الإنقاذ التي قد تكون رافعات وأجهزة استشعار للكشف عن ضحايا عالقين تحت الأنقاض، إضافةً إلى شاحنات ومعدات للمشافي والأدوية والسماح بالتحويلات المالية والتبادل البنكي بين الحكومة السورية ودول أخرى لشراء الأغذية الملحة والألبسة والبطانيات وكل ما يلزم لعملية الإغاثة، يبقى مجرد إعلان شكلي فقط، وفي حال تطبيق هذا التعليق، فإن ذلك يعني أن أمريكا على الأقل استجابت جزئياً للحالة الإنسانية.
من جهته، اعتبر عضو مجلس الشعب محمد خير العكام في تصريح لـ”كيو ستريت”، أن تعليق عقوبات “قيصر” جاء متأخراً جداً، علاوة عن أنه جزئي في مضمونه، أي استثناء بعض المواد المتعلقة بإغاثة المنكوبين إثر الزلزال المدمر دون الإشارة إلى ماهية هذه المواد، كما أن هذا الرفع مؤقت لـ180 يوماً فقط.
لماذا علقت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات “قيصر”؟
أوضح عكام أن الولايات المتحدة مضطرة لتعليق “قيصر”، خصوصاً أن هناك دولاً كسرت الحصار على سوريا، مشيراً إلى أن الإعلان عن رفع العقوبات لا يكفي وعلينا الانتظار لحين تطبيقه بشكل فعلي.
أما بالنسبة للتسهيلات التي قد تحصل في حال تطبيق التعليق الجزئي لـ”قيصر”، لفت إلى أنها تتعلق بالتحويلات المالية ومواد إغاثية وأدوية وآليات وبطانيات لإغاثة المنكوبين، وصولاً إلى إعادة الإعمار لما دمره الزلزال التي تحتاج مدة تصل إلى أكثر من 6 أشهر.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد أعلنت، رفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا موقتاً بهدف إيصال مساعدات إلى السكان المتضررين في أسرع وقت ممكن.
وأوضحت الوزارة أن هذا الإجراء يسمح لمدة 180 يوماً بجميع التعاملات المتعلقة بمساعدة ضحايا الزلزال، التي كانت محظورة، بموجب العقوبات المفروضة على دمشق، مشيرةً إلى أن برامج العقوبات الأمريكية تتضمن أساساً استثناءات كبيرة للعمليات الإنسانية.
شاهد أيضاً: ماذا يعني إعلان المناطق المتضررة من الزلزال “منكوبة”؟