آخر الاخبارسياسة

قوات “الدعم السريع”.. تعرّف على أحد أطراف النزاع في السودان؟!

تتسارع الأحداث في العاصمة السودانية الخرطوم، بعد يوم طغت عليه أصوات الاشتباكات ودوي الانفجارات، ما ينذر باستمرار الأزمة في السودان، إذ لم يحسم التوقيع على الاتفاق النهائي لتسوية الخلافات، مع تأجيله مراراً.

ومن شأن هذا الاتفاق النهائي أن يفتح الطريق أمام تسليم السلطة في البلاد للمدنيين، فيما يؤكد محللون لوكالة فرانس برس، أن دمج قوات الدعم السريع في الجيش هي نقطة الخلاف الرئيسية بين قائد الجيش، عبدالفتاح البرهان، ونائبه، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم “حميدتي”.

وفي كانون الأول الماضي، اتفق القادة العسكريون والفصائل المدنية على عملية سياسية تنهي الأزمة التي دخلت بها البلاد، بعد أن قاد البرهان انقلاباً عسكرياً، في تشرين الأول من عام 2021.

ومنذ سنوات، أشارت تقارير إلى أن “التباين بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع سيؤدي إلى عرقلة الانتقال السياسي في السودان”، ناهيك عن دورها في “تقويض الديمقراطية بالبلاد من خلال التمرد، وتوسيع وصولها إلى الموارد الاقتصادية التي تضمن قوتها المؤسسة على المدى الطويل”، بحسب تحليل سابق نشرته مؤسسة “كارنيغي”.

وكانت بداية ظهور قوات الدعم السريع، في 2013، وهي “مليشيات شبه عسكرية مكونة من قوى الجنجويد، كانت تقاتل نيابة عن الحكومة السودانية في عهد الرئيس الأسبق، عمر البشير، خلال الحرب في دارفور، وتتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في تلك الفترة، ناهيك عن استخدامها في قمع المعارضين واضطهادهم”، بحسب مصادر مطلعة.

تابعونا عبر فيسبوك

وتُعرّف قوات الدعم السريع نفسها على أنها “قوات عسكرية قومية التكوين تعمل تحت إمرة القائد العام، بهدف إعلاء قيم الولاء لله والوطن، وتتقيد بمبادئ القوات المسلحة”، مشيرة إلى أنها تعمل بموجب “قانون أجازه المجلس الوطني في عام 2017”.

وبعد اندلاع “الثورة السودانية” التي أسقطت نظام البشير، في عام 2019، أصبح “حميدتي”، الذي يقود قوات الدعم السريع، نائباً للمجلس السيادي الذي يدير البلاد في المرحلة الانتقالية.

وبدأ “حميدتي” بالتعاون مع القوات المسلحة لقمع مظاهرات الشباب، ووجهت له اتهامات بالمسؤولية عن مجزرة القيادة العامة، في يونيو 2019، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شخص، بحسب وكالة فرانس برس.

وفي تموز من عام 2019، تم تعديل قانون قوات الدعم السريع بحذف مادة منه تلغي خضوعه لأحكام قانون القوات المسلحة، وهو ما عزز من استقلاليتها عن الجيش.

وتمتلك القوات مقرات ومراكز في العاصمة، الخرطوم، وفي بعض المدن الأخرى، بالإضافة إلى الحدود مع ليبيا وإريتريا لمراقبة الحدود و”وقف تدفق المهاجرين”.

ولا توجد معلومات محددة حول أعداد قوات الدعم السريع، ولكن الباحث في معهد الدراسات الدولية، أمين المجذوب، قال: إن أعدادهم تقدر بنحو 40 ألف مقاتل، يستخدمون مركبات الدفع الرباعي المصفحة والأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

ويقود محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، قوات الدعم السريع في السودان، بدأ حياته العملية وكان قائداً لميليشيا صغيرة في غربي البلاد بداية نزاع دارفور، وتسلق سلم السلطة أثناء الحرب العرقية التي اندلعت في عام 2003، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.

وتضيف الوكالة، أن دقلو ترأس مجموعات من الجنجويد، وهي ميليشيات سابقة من القبائل العربية التي انتهجت سياسة الأرض المحروقة في إقليم دارفور ومتهمة بارتكاب العديد من التجاوزات.

ومع تنامي دور ونفوذ قوات الدعم السريع تحدثت تقارير عن سيطرتها على عدة مناجم للذهب، والتي تديرها شركة الجنيد المرتبطة بـ “حميدتي”، ناهيك عن حراستهم لمناجم في دارفور وكردفان، وفق ما نقلته مؤسسة كارنيغي.

وتسيطر قوات الدعم السريع على منجم ذهب في جبل عامر منذ 2017، إضافة إلى مناجم أخرى في جنوب كردفان، وهي تعد مصدراً هاماً لتمويل تلك القوات، وجعلها قوة مادية وعسكرية ذات نفوذ واسع في السودان، بحسب تحليل المؤسسة.

وكان تحقيق رويترز قد كشف عن منح الرئيس المخلوع، البشير، الحق لـ “حميدتي” بالتعدين، في عام 2018، عندما كان السودان يعاني اقتصادياً.

ونفى “حميدتي” في مقابلة مع صحيفة “إندبندنت” البريطانية، عام 2019، أنه يجمع ما بين “السلطة والثروة”، رافضاً الاتهامات بحقه حول امتلاكه مناجم ذهب.

شاهد أيضاً : تودد أمريكي نحو الرياض.. ما سر الزيارات المتزايدة إلى السعودية؟!

زر الذهاب إلى الأعلى