ألمانيا تتجه نحو الاستغناء عن الطاقة النووية.. ولكن ما البديل؟
بينما تعمل العديد من الدول الغربية على زيادة استثماراتها في الطاقة الذرية لتقليل انبعاثاتها، وضعت ألمانيا نهاية مبكرة لعصرها النووي.
فقد قررت ألمانيا إغلاق آخر ثلاث محطات للطاقة النووية، لتنهي برنامجاً استمر ستة عقود، وأثار واحدةً من أقوى حركات الاحتجاج في أوروبا، لكنه حصل على مهلة إضافية قصيرة بسبب حرب أوكرانيا.
وتقرر إغلاق أبراج الدخان في مفاعلات إيسار 2 وإيمسلاند ونيكارفيستهايم 2 إلى الأبد بحلول منتصف الليل، في إطار تنفيذ برلين، لخطتها لقصر توليد الكهرباء على المصادر المتجددة بحلول عام 2035.
تابعونا عبر فيسبوك
وفي بيانها، أوضحت شركة الطاقة “آر في إي” أنها “نهاية حقبة”، مؤكدة أن المفاعلات الثلاثة انفصلت عن شبكة الكهرباء، حيث تم فصل مفاعلات “إيسار 2” (جنوب شرق) ونيكارفيستهايم (جنوب غرب) وإيمسلاند (شمال غرب) عن شبكة الكهرباء قرابة منتصف الليل.
وبعد سنوات من المراوغة، تعهدت ألمانيا بالتخلي عن الطاقة النووية بشكل نهائي، بعد كارثة فوكوشيما التي شهدتها اليابان عام 2011، وأدت لتلوث إشعاعي وأحدثت حالة ذعر في العالم.
لكن الخطوات النهائية للإغلاق تأجلت الصيف الماضي إلى هذا العام بعد أن أوقفت ألمانيا واردات الوقود الأحفوري من روسيا بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وارتفعت الأسعار وعمت المخاوف من نقص الطاقة في أنحاء العالم لكن ألمانيا الآن صارت مطمئنة مجدداً بشأن إمدادات الغاز، والتوسع في مصادر الطاقة المتجددة.
وقالت وزارة الاقتصاد إن المحطات الثلاثة الأخيرة ساهمت بنحو خمسة بالمئة فقط، من إنتاج الكهرباء في ألمانيا في الأشهر الثلاثة الأولى من العام.
وأظهرت بيانات مكتب الإحصاء الاتحادي أن الطاقة النووية شكلت ستة بالمئة فقط من إنتاج الطاقة في ألمانيا العام الماضي، مقابل 44 بالمئة من مصادر الطاقة المتجددة.
وتقول الحكومة إن الإمدادات مضمونة بعد التخلص من الطاقة النووية، وأن ألمانيا ستستمر في تصدير الكهرباء، مشيرةً إلى المستويات المرتفعة لمخزونات الغاز، ومحطات الغاز المسال الجديدة على الساحل الشمالي، والتوسع في مصادر الطاقة المتجددة.
ومع ذلك، يقول مؤيدو الطاقة النووية إن ألمانيا ستضطر للعودة إلى الطاقة النووية في نهاية المطاف، إذا أرادت التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، والوصول لهدفها بتحقيق الحياد في غازات الاحتباس الحراري في جميع القطاعات بحلول عام 2045، لأن طاقة الرياح والطاقة الشمسية لن تلبيان الطلب بالكامل.
وكانت الحكومة الألمانية مددت عمل هذه المحطات لبضعة أسابيع بعد موعد توقفها الذي كان محدداً في 31 كانون الأول، لكن من دون العودة عن قرار طي صفحة الطاقة النووية.
وأكد رئيس غرف التجارة الألمانية بيتر أدريان لصحيفة “راينيشه بوست” أنه يجب على ألمانيا “توسيع عرض الطاقة، وليس تقليصه”.
شاهد أيضاً:” أشباه الموصلات” سلاح جديد في الصراع الـصيني الأمريكي