كيف تتطور أدمغتنا وتتعلّم أشياء جديدة؟
اكتشف علماء أعصاب من جامعة كاليفورنيا، ومعهد إنسيرم الفرنسي فئة خاصة من الخلايا العصبية المثبطة في قشرة الفص الجبهي تتواصل عبر مسافات طويلة، مما يمكن أن يسمح للدماغ بتغيير أنماط نشاطه عندما يغير الشخص سلوكه، بحسب ما نشرته صحيفة India Times نقلًا عن مجلة The Conversation.
تابعونا عبر فيسبوك
أوضح العلماء أن التحلي بالمرونة، وتعلم التكيف عندما يتغير العالم هو أمر يمارسه الدماغ كل يوم، شارحين أنه سواء أكان الشخص يواجه موقع إنشاءات جديد، أو تغييرات في المسارات المرورية تضطره إلى تغيير مساره المعتاد إلى العمل، أو كان يقوم بتنزيل تطبيق بث جديد وعليه إعادة تعلم كيفية العثور على برنامجه المفضل، فإن تغيير السلوكيات المألوفة استجابة للمواقف الجديدة يعد مهارة أساسية.
يقول الباحث بروفيسور فيكاس سوهال، أستاذ الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إنه تم اكتشاف فئة خاصة من الخلايا العصبية في قشرة الفص الجبهي، والتي قد تتيح سلوكاً مرناً، وعندما تتعطل، يمكن أن تؤدي إلى حالات مثل الفصام، والاضطراب ثنائي القطب.
توصل الباحثون أيضاً إلى اكتشافات مفاجئة حول كيفية إنشاء هذه الاتصالات المثبطة طويلة المدى مرونة سلوكية على وجه التحديد، تقوم الاتصالات المثبطة بمزامنة مجموعة من “موجات الدماغ” تسمى اهتزازات غاما عبر نصفي الدماغ الأيمن والأيسر.
على الرغم من أن العلماء لاحظوا وجود تذبذبات غاما لعدة عقود، إلا أن وظيفتها كانت مثيرة للجدل، بل ويرجح العديد من العلماء أن مزامنة هذه التقلبات الإيقاعية عبر مناطق الدماغ المختلفة لا تخدم أي غرض مفيد، فيما تكهن البعض الآخر بأن التزامن عبر مناطق الدماغ المختلفة يعزز التواصل بين تلك المناطق.
قال الباحثون إنهم اكتشفوا دوراً محتملاً مختلفاً تماماً لمزامنة غاما، فعندما تقوم الوصلات المثبطة طويلة المدى بمزامنة تذبذبات غاما عبر قشرة الفص الجبهي اليمنى واليسرى، يبدو أنها أيضاً بوابة الاتصال بينهما، إذ يبدو أن الوصلات المثبطة طويلة المدى تمنع المدخلات من أحد نصفي الدماغ من “الوقوف في طريق” النصف الآخر عندما يحاول تعلم شيء جديد.
وتؤدي الوصلات العصبية المثبطة طويلة المدى أيضاً إلى تأثيرات طويلة الأمد، حيث يمكن أن يؤدي إيقاف تشغيل هذه الوصلات مرة واحدة فقط إلى حدوث صعوبة في تعلم القواعد الجديدة بعد عدة أيام.
في هذا السياق، ترجح نتائج الدراسة أن العلاجات التي تستهدف هذه الاتصالات المثبطة طويلة المدى يمكن أن تساعد في تحسين الإدراك لدى الأشخاص المصابين بالفصام عن طريق مزامنة تذبذبات غاما.
لكن لا تزال العديد من التفاصيل حول كيفية تأثير هذه الروابط على دوائر الدماغ غير معروفة، فعلى سبيل المثال، مازال هناك غموض فيما يتعلق بأي الخلايا داخل قشرة الفص الجبهي تتلقى مدخلات من هذه الاتصالات المثبطة طويلة المدى، وتغير أنماط نشاطها لتعلم قواعد جديدة.
كما أن هناك حاجة إلى معرفة ما إذا كانت هناك مسارات جزيئية محددة تنتج تغييرات طويلة الأمد في النشاط العصبي.
شاهد أيضاً:زواج إيلون ماسك بـ”روبوت”.. هل بدأ عصر الاستغناء عن المرأة؟