بعد الإمارات.. أين ستكون وجهة الأسد العربية القادمة؟
زار الأسد الإمارات، فتفاجأت أمريكا، وكثرت التكهنات حول الزيارة التي قال فيها ولي عهد أبو ظبي إنها ستكون «فاتحة خير وسلام واستقرار لسوريا والمنطقة جمعاء».
هل تكون السعودية؟ أو مصر؟ أو…؟ أسئلة كثيرة تطرح حول وجهة الرئيس السوري بشار الأسد القادمة، بعد زيارته إلى دولة الإمارات.
وسائل إعلام عربية وإقليمية اعتبرت أن الزيارة تدشين لعودة سوريا إلى الحضن العربي، وتطبيع عربي مقبل مع دمشق.
رئيس تحرير صحيفة “الشرق الأوسط” الممولة من السعودية، غسان شربل، غرّد عبر تويتر، عقب زيارة الأسد للإمارات قائلاً إن «قَدر سوريا أن تعود إلى أسرتها الطبيعية وقدر الأسرة أن تعود إلى سلوك طريق دمشق».
مراقبون اعتبروا أن تغريدة رئيس تحرير صحيفة، يملكها الأمير تركي بن سلمان آل سعود، تحمل في طياتها تبدّل في الموقف السعودي تجاه حكومة دمشق، وإنْ كان طفيفاً.
وينظر البعض من زاوية أن ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، حليف رئيسي ومقرب من ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، على اعتبار أن ذلك قد يساهم في التقريب بين دمشق والرياض، ويشجع بن سلمان على أن يخطو خطوة إلى الأمام فيما يتعلق باستعادة العلاقات مع سوريا.
تابعونا عبر فيسبوك
مستشار الشؤون الدبلوماسية الإماراتي، أنور قرقاش، قال إن زيارة الرئيس السوري «تنطلق من توجه الإمارات الرامي إلى تكريس الدور العربي في الملف السوري، كما تأتي من قناعة إماراتية بضرورة التواصل السياسي والانفتاح والحوار على مستوى الإقليم».
زيارة الأسد إلى الإمارات، جاءت بعد يوم واحد من زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى روسيا، التي تتحرّك على خط الرياض – دمشق لرأب الصدع بين الطرفين.
وكان مبعوث روسيا الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، انتقل في يوم واحد، قبل شهرين، من الرياض، حيث التقى ولي العهد، إلى دمشق حيث التقى الرئيس السوري، وهو ما اعتبر مسعى روسي للتقريب بين الطرفين.
هل تكون السعودية؟
جرى تسريبات كثيرة العام الماضي عن لقاءات سعودية – سورية خلف الكواليس، كما صدرت تصريحات من الرياض إيجابية قبل نحو عام حول عودة سوريا إلى الجامعة العربية، لكن سرعان ما عادت الرياض إلى لغتها السلبية تجاه دمشق.
ويعزو كثيرون أسباب ذلك إلى مطالب الرياض، التي تجد صعوبة في إقناع دمشق بقبولها، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع إيران، وحـ.زب الـ.له في لبنان.
لكن لا يمكن إغفال أن جهود حكام الإمارات المقربين من حكام السعودية، قد تسهم بالتعاون مع روسيا في إقناع دمشق والرياض بتقديم تنازلات مقبولة للطرفين، خاصة مع وجود مباحثات بين إيران والسعودية لتصحيح العلاقات، وأثرها على تصحيح العلاقات بين سوريا والسعودية.
فهل يشهد العالم العربي زيارة سورية على أعلى مستوى إلى الرياض؟ أم هل من الممكن رؤية ولي عهد السعودية في دمشق قريباً؟ أم إن الوقت لم يحن بعد لكلا الأمرين؟
شاهد أيضاً: أصداء زيارة الأسد للإمارات تصل إلى بريطانيا