من هو عرّاب التطبيع السعودي – “الإسرائيلي” ؟!
سعت السعودية لوضع حل للقضية الفلسطينية قبل تقديم مبادرة السلام العربية عام 2002، وذلك في عام 1981 عندما أطلق ولي العهد حينها، الأمير فهد، خطة سلام، وهي التي رفضها رئيس وزراء الاحتلال آنذاك، مناحيم بيغن.
وتضمنت الخطة ثماني نقاط أهمها الانسحاب الكامل من جميع الأراضي المحتلة عام 1967، والاعتراف بحق العودة للفلسطينيين أو دفع تعويضات لمن فقدوا أراضيهم ولا يريدون العودة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، وحرية العبادة للمؤمنين من الجميع، وتفكيك جميع المستوطنات “الإسرائيلية”.
كما تضمنت الاعتراف الفعلي بـ “إسرائيل” وإنهاء “اللاءات الثلاث” التي خرجت عن قمة الخرطوم في آب 1967، وهي “لا للاعتراف بإسرائيل.. لا للمفاوضات.. لا للسلام”.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن خطة فهد للسلام كانت الأساس لتسريع العلاقات مع “إسرائيل”، بمبادرة من الأمير بندر بن سلطان، الذي تم تعيينه سفيراً لدى الولايات المتحدة بعد ذلك بعامين.
وكان أول لقاء لبندر مع مسؤول “إسرائيلي”، من نصيب رئيس “الموساد” حينها، شبتاي شافيت، وجرى في واشنطن أوائل التسعينيات، بعد حرب الخليج وانتخاب إسحاق رابين “رئيساً للوزراء”.
تابعونا عبر فيسبوك
وكشفت وسائل الإعلام العبرية أنه على مدار 30 عاماً التقى مسؤولون سعوديون أبرزهم الأمير بندر، برؤساء “الموساد” ورئيسين للوزراء على الأقل، وهما إيهود أولمرت، وبنيامين نتنياهو، وذلك في أوروبا والأردن ومصر، وحتى داخل السعودية في السنوات الأخيرة.
والتقى بندر أيضاً خلال تلك الفترة مديري “الموساد”، إفرايم هاليفي، ومئير داغان، خلال ترويج السعودية بقيادة ولي العهد حنيها، عبد الله بن عبد العزيز، لمبادرة السلام العربية، التي زادت على خطة الأمير فهد الموافقة على “تطبيع العلاقات”.
في عام 2005، انتهت فترة ولاية بندر في واشنطن وجرى تعيينه رئيساً لمجلس الأمن القومي السعودي، ثم في عام 2012 تم تعيينه رئيساً لجهاز المخابرات السعودية وتولى المنصبين بالتناوب حتى عام 2015.
عبر هذه المناصب، شارك بندر في عمليات دبلوماسية علنية وسرية تتعلق بالعديد من القضايا في الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران ولبنان، وسوريا والتدخل الروسي فيها، إضافة إلى القضية الفلسطينية والاحتلال، بحسب ما ذكرت “هآرتس” العبرية.
وأجرى بندر مناقشات إضافية مع داغان، واجتمع مع أولمرت في عمان للحديث حول إيران، وحاول مدير الموساد حينها الحصول على موافقة الرياض على السماح للطائرات الحربية “الإسرائيلية” باستخدام المجال الجوي السعودي، في حال قررت الهجوم على طهران، بحسب ما ذكرته الصحيفة العبرية.
تابعونا عبر فيسبوك
بدءاً من عام 2011، حافظ الأمير بندر على “اتصالات مباشرة” مع رئيس “الموساد” في ذلك الوقت، تامير باردو، وجرت بينهما عدة لقاءات في أوروبا، إلا أن الاجتماع الأكثر أهمية كان في آب 2014، بعد نهاية تصاعد العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة، بحسب ما ذكر حينها موقع “ديبكافيل” المقرب من “الجهاز الاستخبارتي الإسرائيلي”.
وكان هذا اللقاء، هو المرة الأولى التي يصل فيها “إسرائيليون” يعملون في مناصب رسمية إلى السعودية، بعدما سافر ممثلو الاحتلال على متن طائرة خاصة توقفت لفترة قصيرة في العاصمة الأردنية عمان، ثم واصلوا طريقهم إلى قصر بندر في جدة، وهناك، وبموافقة الملك عبد الله، أمضى الجانبان ساعات طويلة في مناقشة مبادرة بعيدة المدى تهدف إلى “إحلال السلام في الشرق الأوسط”، بحسب ما ذكر موقع “ميدل إيست أي” في تقرير نشره عام 2015.
ونتيجة لذلك، اقترح بندر أن يحضر وزير الخارجية الفيصل ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول 2014، وأن تتم بحضور جميع وزراء خارجية الدول العربية، الموافقة على خارطة الطريق المقترحة.
وذكرت الصحيفة العبرية أنه عقب الاجتماع الشهير أصدر الأمير بندر الأمر بإعادة الوفد “الإسرائيلي” إلى “تل أبيب” على متن طائرته الخاصة، مضيفة أن نتنياهو وافق على الفكرة، وسافر مرتين إلى أوروبا من أجل الاستماع إلى تفاصيل الاقتراح من بندر شخصياً.
دخلت الأميرة ريما بنت بندر إلى المشهد السياسي بعدما تم تنصيبها كسفيرة لدى الولايات المتحدة بمرتبة وزيرة في شباط 2019، وهي أول امرأة تشغل منصب سفير في تاريخ المملكة.
وظهرت السفيرة بشكل أوسع عندما استقبلت الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عند وصوله للسعودية تموز 2022، وهي الزيارة التي أسفرت عن اتفاق فتح أجوائها “لجميع الناقلات الجوّية” بما في ذلك “الإسرائيلية”.
وعقب ذلك وفي تصريحات شهيرة لها، قالت السفيرة السعودية إن “إبرام اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني يتماشى مع رؤية 2030″، مضيفة: “نريد أن نرى إسرائيل تزدهر بقدر ما نريد أن نرى فلسطين تزدهر”.
شاهد أيضاً : اتفاق “إسرائيلي_سعودي” قد يقلب الشرق الأوسط رأساً على عقب!