هذا ما يسرق من النفط السوري في الشمال
قبل الاحتلال الأمريكي لحقول نفط “دير الزور” التي تعد المصدر الأكبر لهذه الثروة في سوريا، كانت 3 شركات وطنية تدير حقول هذه المحافظة النفطية، أكبرها شركة “الفرات” الحكومية التي كانت تستثمر كل من “حقل العمر- حقل التنك- حقل الورد- حقل التيم- حقل العزبة”.
مصدر مسؤول من شركة المحروقات يقول لـ “كيو بزنس”: “قبل الحرب، كان إنتاج حقول “العمر والعزبة” التي تضم قرابة 50 بئراً نحو”20-25″ ألف برميل يومياً، بينما كان إنتاج حقل “التنك”، الذي يضم 150 بئراً تقريباً، نحو 40 ألف برميل يومياً، فيما حقلي “التيم والورد” كانا ينتجان 50 ألف برميلاً من 20 بئراً تقريباً.
إلى جانب شركة الفرات، كانت تنشط في دير الزور، كل من شركتي “دير الزور” السورية للنفط التي تدير حقلي “القهار والجفرة”، و”الشركة السورية للنفط”، التي كانت تدير حقلي “ديرو” و”محطة الكشمة)”.
يضيف المصدر: “بعد الحرب، تراجع إنتاج معظم حقول النفط السورية إلى “5- 10%” من الإنتاج، قبلها.
يتحدث المصدر المسؤول عن الموقع الاستراتيجي الذي اتخذه ضباط وجنود الجيش الأمريكي مقرّا لهم في حقل العمر النفطي: “استولى الاحتلال الأمريكي على المدينة السكنية التي كانت مخصصة لمهندسي وعمال الشركة، والتي أطلق عليها الأمريكيون اسم القرية الخضراء”.
شارحاً لـ “كيو بزنس”: إن المدينة السكنية تتمتع بأفضل موقع لمراقبة أنشطة الاستخراج، بحكم إطلالتها البانورامية على آبار النفط الـ 160 في حقل العمر، مضيفاً: حالياً، لم يعد تحت سيطرتنا “أي الدولة السورية” سوى 9 آبار فقط.
حول الكمية التقريبية التي تنتجها آبار “العمر”، يؤكد المصدر المسؤول : “ينتجون أكثر من 100 ألف برميل يومياً، وهو رقم تقريبي للإنتاج، هذه الكمية الكبيرة وفقا للمعايير المحلية في سوريا، تتم سرقتها علنا من قبل الجيش الأمريكي والمسلحين الموالين له في قوات “قسد”.
تابعنا عبر فيسبوك
100 ألف برميل تسرق يومياً
بعد الحرب، شهد الإنتاج النفطي الوطني تراجعا حادا، فإلى جانب عمليات النهب المنظم لأكبر الآبار من قبل الجيش الأمريكي والمسلحين الموالين له، ثمة معوقات لوجستية تعترض نشاط العدد القليل من الآبار التي عادت إلى سيطرة الدولة السورية إبان هزيمة “تنظيم الدولة”.
يكشف المصدر عن أن إنتاج اليوم يتراوح ما بين “4- 6” آلاف برميل يوميا، ملقيا باللائمة في التراجع الحاد للإنتاج على التخريب المتعمد للآبار وتفجير أنابيب النقل على أيدي مسلحي تنظيم “الدولة” إبان سيطرتهم على الحقول، إلى جانب لنقص الخبرات التي تحتاجها عمليات إعادة التأهيل، وذلك لغياب الشركات الأجنبية بسبب العقوبات الاقتصادية الغربية.
ويضيف المصدر: “نعمل حالياً غرب نهر الفرات ضمن منطقة صغيرة تابعة لشركة الفرات، أما بالنسبة للآبار التي توجد شرق نهر الفرات فيسيطر عليها الجيش الأمريكي والمجموعات المسلحة التابعة له، لديهم الإنتاج الأكبر في الحقول الأكبر، وهما حقل العمر والعزبة”.
وبحسب المصدر فـإن “إنتاج ما قبل الحرب أكثر من 185 ألف برميل في اليوم الواحد، وفي أحدى السنوات وصل إلى 500 ألف برميل، في الوقت الذي كان استهلاكنا المحلي في عموم سوريا 250 ألف برميل فقط”.
مختتما قوله: “اليوم، نحن نعتمد بشكل كبير على الاستيراد والمساعدات التي يقدمها الحلفاء والأصدقاء”.
شركة دير الزور: 200 برميل يوميا
كما أشار المصدر إلى إن إنتاج شركة دير الزور يتراوح ما بين (200-250) برميل في اليوم الواحد.
هذه الكمية المتدنية بشكل خطير قياسا أعمال “شركة دير الزور” ما قبل الحرب، يتم إنتاجها من بئر واحد بقي تحت سيطرة الشركة غرب نهر الفرات، فيما بقية المحطات الرئيسية والتي يبلغ عددها 8 محطات لإنتاج النفط، فهي اليوم تحت سيطرة الجيش الأمريكي والمسلحين الموالين له.
لا تتوقف خسارة “شركة دير الزور” عند هذا الحد، يضيف المصدر: هنالك أيضا معمل غاز “كونيكو” الذي حوّله الجيش الأمريكي إلى قاعدة له شمال المحافظة، وحاليا بات انتاجه صفر.
وأشار المصدر إلى أن “السبب بالتراجع في الإنتاج إلى زيادة الهجمات المسلحة على البنى التحتية لإنتاج ونقل النفط, وإلى العقوبات الغربية على قطاع النفط وتعليق الشركات الأجنبية عملها في مجال الاستكشاف والتنقيب مما أدى إلى مصاعب فنية ومالية في تأمين مستلزمات العمل والإنتاج، إضافة للسرقات التي تتم من قبل الاحتلال الأمريكي الداعم لقسد ، وفي متابعة للتحركات الأمريكية، في المناطق السورية التابعة لسيطرتهم يمكن ملاحظة إن مئات الصهاريج المحملة بالنفط عبرت الحدود باتجاه العراق حيث أن المعابر الأساسية التي تمر عبرها القوافل هي “معبر الوليد، ومعبر المحمودية”، ويُلاحظ أن القوافل الكبيرة تمرّ عبر معبر المحمودية بهدف بيعها والمتاجرة بها”.
سرقة النفط السوري من قبل القوات الأمريكية لا تقتصر على آبار محافظة دير الزور، بل شملت حقول نفط محافظتي الحسكة والرقة.
يبلغ متوسط إنتاج حقول النفط التي يسيطر عليها الجيش الأمريكي ومسلحو تنظيم “قسد” الذي يتخذه واجهة له وأداة لتنفيذ استراتيجيته، نحو 200 ألف برميل يوميا من حقول محافظة الحسكة وحدها.
وفقا للبيانات الرسمية، يبلغ عدد الآبار النفطية التابعة لحقول “رميلان” في الحسكة، حوالي 1325 بئرا، إضافة إلى قرابة 25 بئرا من الغاز في حقول “السويدية” القريبة من “رميلان”.
ويقارب إنتاج حقول “الرميلان” الـ 90 ألف برميل يومياً، و”السويدية” نحو 100 ألف برميل يومياً، فيما حقول “الجبسة” نحو 15 ألف برميل.
شاهد أيضاً: الدولار ارتفع 3 أضعاف خلال 2023 في سوريا.. ماذا عن 2024 ؟