التحالف الأمريكي من أجل سوريا.. التسعة الرهط المفسدون
يحكى أن تسعة رهط مفسدين نشروا الظلم والفساد في قومهم، وهمّوا بقتل نبيهم وتبرئة أنفسهم بالخداع، ذكرهم كتاب القرآن بقوله: “وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ”.
ويحكى أيضاً أن تسعة منظمات سورية تنشط اليوم في واشنطن جاءت بالويلات على قومها، وهمّت بقتل السوريين بالعقوبات الأمريكية، وبرأت نفسها منها بالخداع، والقول إن هذه العقوبات تستهدف الحكومة وليس الشعب!.
تشرين الأول 2021.. توحدّت 9 منظمات تنشط في الولايات المتحدة تحت مظلة ما يسمى بـ”التحالف الأمريكي من أجل سوريا” هذه المنظمات هي: “المجلس السوري – الأمريكي”، أمريكيون من أجل سوريا حرة”، “باك سوريا الحرة”، “لائحة كيلا باك”، “مواطنون من أجل أمريكا آمنة”، “منظمة دعم العدالة”، “سوريون مسيحيون من أجل السلام”، “مبادرة الأديان من أجل سوريا”، و”المنتدى السوري”.
التحالف أعلن أن مهمته رفع الاهتمام بالقضية السورية واللاجئين السوريين داخل الولايات المتحدة، وجعلها في سلّم أولويات الإدارة الأمريكية.. فكيف رفع الاهتمام بالقضية السورية؟.
رأس الأفعى في هذا التحالف هو “المجلس السوري – الأمريكي” المعروف بارتباطه بالإخوان المسلمين، ويضم مجموعة من السوريين يحملون الجنسية الأمريكية.. تأسس المجلس في الولايات المتحدة خلال عهد بوش الابن، بهدف تغيير نظام الحكم في دمشق وتحويله إلى نظام حكم صديق أمريكا.
مع اندلاع الأحداث في سوريا عام 2011، تغلغل المجلس أكثر داخل أروقة الكونغرس والبيت الأبيض.. وقدّم لهم الشاهد «قيصر» المثير للجدل.. وعمل من تحت الطاولة ومن فوقها لإصدار العقوبات الأمريكية الأكبر على سوريا المعروفة بـ”قانون قيصر”.. وما فعله المجلس وإخوته الثمانية لاحقاً أدهى وأعظم!.
المنظمات التسع سواء قبل توحّدها تحت مظلة “التحالف الأمريكي من أجل سوريا”، أو بعد ذلك، شكلت لوبي ذات تأثير كبير ومباشر، وعملت بشكل منفصل أو متصل على الضغط داخل الكونغرس لإصدار سلسلة عقوبات ضد سوريا، منها “قانون قيصر” و”قانون الكبتاغون” وآخرها “قانون مناهضة التطبيع مع دمشق”.. وكل ذلك كان تحت عنوان أن العقوبات تؤثر على الحكومة وليس على الشعب!.
حتى إنّ هذه المنظمات وبعد أن جمدت واشنطن العقوبات على سوريا بسبب الزلزال، عملت على إصدار “قانون حماية العقوبات” لعدم تمديد التجميد، ونجحت في ذلك!.
ولكن ما حدث بعد إصدار “قانون مناهضة التطبيع مع دمشق” قبيح ومريب!
الراعي الأساسي للقانون عضو الكونغرس الأمريكي “جو ويلسون”، ظهر في مكتبه وهو يستقبل ثلة من “التسعة الرهط”، يشكرونه على إصدار قانون العقوبات الجديد.
معروف عن “جو ويلسون” أنه صديق وداعم قوي لـ”إسرائيل”، وقد التقط السوريون المتأمركون في مكتبه صورة للذكرى بجانب علم “إسرائيل” التي تحتل أرضاً سورية!.
فهل سوريا أمام “جيش لحد” جديد ولكن برداء مدني؟!
يقول مسؤول السياسيات في “التحالف الأمريكي لأجل سوريا” محمد علاء غانم إن المنظمة أجرت ما لا يقل عن 327 اجتماعاً وزيارة مختلفة لمكاتب الكونغرس، وأرسلت آلاف الرسائل، وأجرت مئات الاتصالات، لحشد الدعم وإصدار قانون العقوبات.
التسعة الرهط المفسدون يعملون ليل نهار على تجويع سوريا وزعزعة استقرارها، ويتبعون تكتيكات لتمديد حرب واشنطن الاقتصادية ضد دمشق لعدة سنوات أخرى، وإغراقها بالفقر والمجاعة.
وهناك من تسلل إلى إحدى ورشاتهم، وسمع قائد الورشة “وائل الزيات” السوري الأمريكي المخضرم في وزارة الخارجية يدعو إلى تقسيم سوريا إلى سلسلة من “الدول المستقلة”، وقال لتكن إحدى هذه الدول دولة أبو محمد الجولاني في إدلب!.
فهل عرفتم الآن من هم “تسعة رهط” العصر الحديث ؟!.
شاهد أيضاً: الرقابة العسكرية الإسرائيلية ترفع السرية عن معلومات حساسة !