الانتخابات التركية.. ما هي العقبات التي تواجه مرشحي الرئاسة ؟!
الساحة السياسية التركية تتصاعد فيها وتيرة التجاذبات مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في البلاد، الأمر الذي يرى فيه البعض حالة استفتاء حول تأييد أو معارضة الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، والذي يواجه بدوره للمرة الأولى معارضة موحدة بعد 20 عاماً على توليه زمام السلطة.
وفي سن 69 عاماً، عاد أردوغان، الذي غاب 3 أيام هذا الأسبوع بسبب إصابته بفيروس معوي، ليظهر، السبت، مبدياً تصميماً على البقاء 5 سنوات إضافية على رأس هذا البلد الذي يبلغ تعداده 85 مليون نسمة.
وينافسه في الانتخابات الرئاسية التركية 3 مرشحين بينهم خصمه الرئيسي كمال كليتشدار أوغلو (74 عاماً)، مرشح تحالف من 6 أحزاب معارضة تشمل اليمين القومي وصولاً إلى اليسار الديمقراطي، ويهيمن عليه حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.
وتلقى “كمال” كما يقدم نفسه على الملصقات الدعائية، دعماً غير مسبوق من حزب الشعوب الديمقراطي اليساري المؤيد للأكراد، الذي دعا للتصويت لصالحه.
تابعونا عبر فيسبوك
وبين حزب العدالة والتنمية المحافظ برئاسة أردوغان وحزب الشعب الجمهوري العلماني الذي يمثله كليتشدار أوغلو، سيختار 64 مليون ناخب تركي بين ممارسة سلطوية متزايدة للسلطة تترافق مع تديّن، ووعد بتحول ديمقراطي. كما سيجددون أيضاً أعضاء البرلمان.
وتتوقع الاستطلاعات التركية انتخابات رئاسية ساخنة يؤكد الطرفان أنهما قادران على الفوز بها من الدورة الأولى، وإلا فسيتم تنظيم دورة ثانية في 28 أيار.
وسيدلي في هذه الانتخابات 5.2 مليون من شريحة الشباب بأصواتهم للمرة الأولى في هذه الانتخابات، هؤلاء لم يعرفوا سوى أردوغان ونزعته السلطوية منذ التظاهرات الكبرى التي جرت في 2013، والتي عرفت باسم “جيزي” وخصوصاً محاولة الانقلاب “الفاشلة” في 2016.
هذه الشريحة والتي توجه إليها أوغلو الذي جعل رسم القلب بالأصابع شعار تجمعاته الانتخابية، “من خلالكم سيأتي هذا الربيع”.
العامل الآخر غير المعروف في هذا الاقتراع هو أثر الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا في 6 شباط وأوقع أكثر من 50 ألف قتيل وعدداً غير معروف من المفقودين في جنوب البلاد، فقد واجهت الحكومة اتهامات بالتأخر في إغاثة المناطق المنكوبة التي بات سكانها الآن في أماكن أخرى أو لاجئين في الخيم.
تابعونا عبر فيسبوك
مع هذا، حاول أوغلو تجنب عقبة معارضة النساء المحافظات اللواتي سمح لهن أردوغان في عهده بوضع الحجاب في الجامعات والإدارات العامة، حيث اقترح إدراج ذلك في القانون.
أما العقبة الثانية والتي استهدف أوغلو تجنبها هي هجمات المحافظين في بلد ذات أغلبية “سنية”، وذلك عبر إعلانه الانتماء إلى الطائفة “العلوية” في شريط فيديو.
ويواجه أوغلو الرئيس أردوغان وحزبه المهيمن على البلاد منذ عقدين لكن وسط وضع اقتصادي خطير وأزمة ثقة مع تجاوز التضخم 85% الخريف الماضي، لكن الرئيس التركي الحاضر دوماً يقوم بكل شيء لاستمالة القاعدة الانتخابية رغم أنه يستطيع الاعتماد بشكل لا لبس فيه على 30% من أصوات مناصريه.
ويكثف أردوغان في هذا الوقت تجمعاته ووعوده الانتخابية مثل زيادة رواتب التقاعد وبناء مساكن وتخفيف فواتير الطاقة، متوجهاً بشكل خاص إلى النساء والشباب، وحدها الوعكة الصحية تمكنت حتى الآن من إبطاء مساره الانتخابي.
شاهد أيضاً : قتلى في قصف أوكراني على بريانسك في روسيا