السعودية تجدّف بعيداً عن شواطئ أمريكا.. ماذا يحدث؟
لـ 70 عاماً، بقيت السعودية حليفاً استراتيجياً لأمريكا، لكنها اليوم تجدّف بعيداً عن شاطئ الحليف التاريخي.. ماذا يجري بين السعودية والولايات المتحدة؟
اتفاقية «كوينسي» عام 1945 كانت حجر الأساس، وتضمن باختصار:
- تضمن الولايات المتحدة سلامة السعودية والعائلة المالكة
- تتمركز القوات الأمريكية في المملكة وتزودها بأحدث الأسلحة
- تضمن السعودية سلامة الطاقة للولايات المتحدة بإمدادات متواصلة للنفط
بعد «أزمة النفط ١٩٧٣» تم تحديث الاتفاقية، بحيث يساعد الغرب في تحديث صناعة النفط ويحتفظ بها بأعلى مستوى، مقابل أن يضع أمراء السعودية أموال نفطهم في البنوك الأمريكية ويعيشون على الفوائد، وضمانات بدعم الدولار عبر عدم بيع النفط بغير الدولار.
هذا الاتفاق جعل مصير العائلة الحاكمة في الرياض بقبضة واشنطن، فأي نيّة سعودية لاتباع سياسة مستقلة يعني تعرّض المملكة للإفلاس
تابعونا عبر فيسبوك
ما حدث في السنوات العشر الأخيرة أقلق حكام الرياض.. أصبح السعوديون يعلمون بأنّ واشنطن تتخلّص بحريّة من «الأصدقاء».
تجلّى هذا بشكل خاص بتخلي الولايات المتحدة عن حسني مبارك في مصر، وعدم التصرّف حيال أحداث البحرين رغم تواجد الأسطول الخامس هناك، وصولاً إلى الاتفاق النووي مع إيران، وآخرها كان انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
باراك أوباما شكك خلال فترة رئاسته بمدى جدوى الشراكة الاستراتيجية مع الرياض، ومع وصول بايدن إلى البيت الأبيض ازدادت العلاقات توتراً.
المنبوذة تغرّد خارج السرب!
بايدن وصف السعودية بـ «المنبوذة»، وهاجم محمد بن سلمان بتهمة مشاركته في جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وأوقف الدعم الأمريكي لحرب السعودية في اليمن، ودخل في مفاوضات مع إيران لإحياء الاتفاق النووي
السعودية بدأت تسريع تطوير علاقاتها مع روسيا والصين والهند، وقررت مراجعة تفضيلاتها في السياسات الاقتصادية.
سربت المملكة أخباراً عن استعدادها لتلقي مدفوعات النفط بـ«اليوان» الصيني، ووجهت دعوة للرئيس الصيني لزيارة المملكة بعد نهاية شهر رمضان، ورفضت مطالب واشنطن بزيادة صادرات النفط من أجل استقرار الأسعار، ورفضت التنديد بالعمل العسكري الروسي في أوكرانيا.
فهل بدأت السعودية تغرّد خارج السرب الأمريكي؟ أم إن الأمر مجرّد مناورة سياسية بأدوات اقتصادية؟
شاهد أيضاً: وزراء خارجية 5 دول عربية يزورون موسكو