من دمشق إلى أنقرة.. حراك دبلوماسي إيراني “غير مسبوق” ؟!
بعد الأحداث الأخيرة في سوريا ودخول الفصائل المسلحة إلى حلب بعد 5 سنوات على تحريرها، دفع إلى حراك دبلوماسي إيراني كبير في دمشق والدول الشريكة لاجتماعات “أستانا” حول سوريا.
الحراك الدبلوماسي الإيراني بدأه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بزيارة عاجلة إلى دمشق، كون طهران تعد من الداعمين لموقف الدولة السورية.
والتقى الوزير الإيراني نظيره السوري بسام صباغ وبحثا سورية الأوضاع الإقليمية في المنطقة، ومستجدات الهجوم المسلح الذي تشنه الفصائل المسلحة في الشمال السوري.
حيث أكد عراقجي على دعم طهران المطلق لدمشق في حربها ضد المجموعات المسلحة، وحقها في تحقيق الأمن في البلاد والحفاظ على سيادة الدولة وإحلال السلام والاستقرار في البلاد.
تابعونا عبر فيسبوك
وأضاف عراقجي فور وصوله لمطار دمشق الدولي، أن طهران “ترفض أيّ تغيير في الحدود، والتدخّل والاحتلال الأجنبييْن، وانتشار الإرهاب، واستخدام العنف ضدّ الحكومات الوطنية والعدوان على الشعوب”.
وأشار الوزير الإيراني إلى أنه “لا فرق بين الكيان الصهيوني والإرهابيين التكفيريين، ونعتقد بأن الأعداء، وبعد فشل الكيان الصهيوني، يسعون إلى زعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة، باستخدام هذه الجماعات”.
كما التقى الوزير عراقجي في دمشق الرئيس السوري بشار الأسد، وقال عراقجي: “لقد عقدت اجتماعاً مفيداً وصريحاً وودّياً مع الرئيس السوري، وناقشت الوضع الحالي في المنطقة وفي سوريا. ومن الطبيعي أن يكون الوضع صعباً، لكنّ شجاعة الرئيس السوري ومعنویاته كانت مثيرة للإعجاب”.
ومن جهته، أكّد الأسد أن “سوريا دولة وجيشاً وشعباً ماضية في محاربة التنظيمات الإرهابية بكل قوّة وحزم وعلى كامل أراضيها”، مبيّناً أن “مواجهة الإرهاب وتفكيك بنيته التحتية وتجفيف منابعه لا تخدم سوريا وحدها، بقدر ما تخدم استقرار المنطقة كلّها”.
وفي أول تصريح للرئيس الإيراني مسعود بزشکیان، حول الأحداث السورية، في كلمة أمام أعضاء البرلمان الإيراني، أمس، أكد أن الولايات المتحدة و”إسرائيل”، “تعملان على استغلال الصراع الداخلي في سوريا”.
تابعونا عبر فيسبوك
وقال : “لا نبحث بأيّ حال من الأحوال عن انتشار الحرب في المنطقة، ولقد حاولنا تحسين علاقاتنا مع جيراننا قدر الإمكان، والتحدّث إلى الدول الأخرى. إن المطالبين بالسلام وحقوق الإنسان يبحثون عن توسيع نطاق الحرب”.
وأجرى بزشكيان اتصالاً برئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بحثا خلاله أوضاع المنطقة وتحرّكات الجماعات المسلحة في سوريا، وشدّد بزشكيان على ضرورة “الحفاظ على وحدة أراضي الدول، وسوريا هي جزء من استراتيجية طهران الإقليمية”، معتبراً أن “الأحداث في هذا البلد جزء من المؤامرات الخبيثة للكيان الصهيوني لنشر الفوضى داخل الدول الإسلامية”.
وأضاف: “بعد وقف إطلاق النار في لبنان وتركيز الأنظار على غزة، تثير الأحداث الأخيرة في سوريا مخاوف في شأن أمن المنطقة”.
وفي سیاق متصل، أعرب السفير الإيراني في دمشق، حسين أكبري، عن أسفه لِما وصفه بـ”الدور التخريبي الذي تقوم به بعض دول المنطقة في دعم الجماعات الإرهابية”، مضيفاً أن “داعمي هذه الجماعات لا يقتصرون على الدول الغربية، بل إن دولاً أخرى منخرطة في هذه العملية، ويأتي هذا الدعم بسبب العداء والكراهية تجاه الحكومة السورية”، وفق قوله.
ويرى كثيرون في أن تركيا و”إسرائيل” تقفان وراء الأحداث الأخيرة في سوريا، ويذهب هؤلاء إلى القول إن أنقرة و”تل أبيب” تسعيان بشكل متزامن، لـ”ممارسة الضغط على سوريا بوصفها عضواً مؤثراً في جبهة المقاومة، في محاولة لإرغامها على الاستسلام”.
تابعونا عبر فيسبوك
في هذا الإطار، اتهمت صحيفة “كيهان”، في مقالتها الافتتاحية بعنوان “بنيامين أردوغان ضد سوريا”، وبقلم سعدالله زارعي، “إسرائيل” وتركيا بـ”التواطؤ والتناغم لتوسيع دائرة الاضطرابات في سوريا”.
وقالت: “الهجوم على حلب يمكن أن يكون قد حصل في ضوء تخطيط وإخراج وأموال حكومتَي أنقرة وتل أبيب، ومن خلال استخدام المجموعات الإرهابية المعروفة، وله أهداف ومآرب خاصة. وهذه الأهداف تتلخّص في دفع دمشق إلى الاستسلام. وبتعبير أدق، تسليم سوريا والتخلّي عن المقاومة أمام المشاريع والخطط الغربية – الصهيونية التوسعية ضدّها”.
وتحدّثت صحيفة “جام جم”، بدورها، عن مثلّث “تل أبيب – واشنطن – أنقرة” لإثارة “فتنة مقيتة” في سوريا، معتبرةً أن “أنقرة، وبدلاً من أخذ الدروس والعبر من هزيمتها الأولية خلال الفترة ما بين عامي 2013 و2018، تحوّلت مرة أخرى إلى وكيل إقليمي لواشنطن وتل أبيب في هذا المخطّط”.
وأضافت: “إن أردوغان لم يستفد من الفرصة التي وُضعت بتصرفه لمراجعة سياساته المعادية لسوريا والمقاومة في المنطقة، وعرّف نفسه مرة أخرى كنقطة ثقل عملانية لهكذا مؤامرة. والمؤكد أن تكلفة فشل الحكومة التركية هذه المرة، ستكون أكبر وغير قابلة للتنبؤ مقارنة بالفترة الزمنية السابقة”.
شاهد أيضاً : اقتتال الغنائم بدأ في حلب ؟!