حلب.. شهادات حية هكذا تحوّلت مدينة الطرب إلى أرض “للأشباح” ؟!
مع دخول مجموعات النصرة “المصنفة دولياً على أنها تنظيم إرهابي” إلى مدينة حلب والسّيطرة عليها، بدأت وسائل إعلام تابعيين للتنظيم بنشر وتجميل صورة أولئك المتشددين، وأنهم يسعون لتأمين حياة كريمة للسّكان.
الشّابة “غريس” إحدى سكان حي الجميلية في حلب(اسم مستعار)، أكّدت لـ “كيو ستريت”، أنّ الخوف يعتري السّكان، لأنّ الأفعال التي قاموا بها هؤلاء في العديد من المناطق التي دخلوا إليها تنافي تماماً الرواية التي يحاولون ترويجها للعامّة.
وفي حال أظهروا حسن النيّة، فإن الحقيقة ستتكشف بعد التمثيل، فهم يقومون بتوزيع الخبز على عدد من المناطق والبيوت، شرط ألّا يكون أحد أفرادهم “عسكري”.
تابعونا عبر فيسبوك
ولفتت إلى أنّه في اليوم التالي لدخولهم، قاموا بتوزيع عدد من السلل الغذائية لسكان مناطق ومنازل معينة، بعد التأكد من أنّ أفرادها لا ينتمون للجيش السّوري.
من جانبه، أكّد الشّاب “بكري” (اسم مستعار) وهو أحد سكان حي الموغامبو، على أنّ المسلحين قاموا بطلب هويته الشّخصية عند خروجه لجلب الطعام والشّراب، للتأكّد من أنّه مدنيّاً.
وأشار إلى أنّهم ينقسمون إلى فرق موزعة في كل مدن وأحياء حلب، للبحث عن الجنود والضباط.
كما أنّ العديد من الشبّان اضطروا لإخفاء بطاقاتهم الشّخصية وتغيير أسمائهم، تجنّباً للأسر، وهذا أيضاً يفضح أكاذيبهم، ويسقط عباءة الإنسانية التي يتخفون أسفلها، ويظهر الحقد الطائفي المتجذّر بفكرهم الإرهابي المتطرف.
من جهة ثانية، يضطر سكّان المدينة لتمثيل الحياة الطبيعية الآمنة بعد دخولهم للمدينة، كما أنّ بعضهم أجبر المدنيين على تصوير فيديوهات توضّح الحياة الطبيعية والتأقلم مع وجودهم في المدينة.
ويقول محمد وهو أحد سكّان حي الحمدانية، أنّ الإرهابيين شرعوا عند دخولهم الحيّ للتحقيق من الأسماء والمدنيّة، ما دفع الشّبان للبقاء في منازلهم خوفاً من إجراءات متطرفة بحقهم.
وأكّد أنّ الأهالي بانتظار دخول الجيش السّوري، وأملهم الكبير بزوال الغيمة السّوداء عن البلاد، مشدداً على أنّ حلب كانت ولا زالت عصيّة في وجه الإرهاب وداعميه.
وأضاف: “حلب مدينة الطرب، تحوّلت بفعل هؤلاء المجرمين الجاهلين، لمدينة أشباح وأعلام الانتداب الفرنسي تملأ المحافظة وعلى قمة القلعة التي سطر أبناؤها أعظم البطولات مع الجيش”.
لكن ما أثّار استغراب الشّارع الحلبي، هو أنّ الكهرباء منذ أنّ احتل هؤلاء المسلحين المدينة، تراجعت ساعات القطع بشكل كبير، عِلماً أنّ السّبب يرجع لخروج المدن الصّناعية عن الخدمة، لأنها تحظى بأكبر كميّة من التغذية.
شاهد أيضاً: التربية السورية: تسهيلات كبيرة للطّلاب المهجّرين من حلب ؟!